وإنما الجميع إرهابيون ،سافكو دماء.. وصراع من فاز على رئاسة وزراء ذاك الكيان إنما هو صراع على تبوؤ قرار قتل الفلسطينيين وإراقة المزيد من دماء الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية ، وإجهاض عملية السلام في المنطقة التي طالما كانت مجرد ورقة لهو لدى الساسة والحكام الصهاينة لكسب المزيد من الوقت لجهة تحقيق أهداف أكثر تطرفا تجاه العرب، فحقيقة ما جرى في تلك الانتخابات لم يكن إلا عملية اختيار بين السيئ والأسوأ.
لقد صوت الناخب الإسرائيلي للأكثر عدوانية وتطرفاً وصاحب الفكر العنصري ،فكانت ليفني ونتنياهو والفاشي ليبرمان والمجرم باراك الأمر الذي سيفرز حكومة اشد عداء للعرب وابعد ما تكون عن تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي،وهذا ليس اعترافاً بان من سبقهم من حكام إسرائيل كانوا دعاة سلام وأصحاب حلول سلمية للصراع العربي الإسرائيلي،فالتاريخ الصهيوني حافل بالجرائم والعدوان بحق العرب منذ حكومة غولدا مائير حتى حكومة أيهود باراك بالأمس القريب حيث الجرح الفلسطيني مستمر بالنزيف.
ما أفرزته الانتخابات سيجعل من الأيام القليلة القادمة أيام صراع وبحث عن توليفة اشد تطرفاً سواء بالتقاء كاديما ليفني مع ليكود نتنياهو، أو(إسرائيل بيتهم) افيغدور ليبرمان، أو شاس ايلي يشاي من جهة.. واتحاد ليكود نتنياهو مع اليمين المتطرف عامة من جهة ثانية ليكون أو كما يصف نفسه المتطرف ليبرمان «حجر الأساس» في أي ائتلاف حكومي بعد تقدمه على حزب العمل وهذا سيحتم نعي العملية السلمية ،والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ،كما سيدفع عرب 48 لحزم أمتعتهم ما لم يدرك (العربان) ما يحدق بهم من أخطار ويتوحدوا على كلمة واحدة تكون سندا ودعما لقضيتهم المركزية الأم فلسطين،ويتناسوا خلافاتهم الجانبية في مواجهة خطر يهدد اقل ما يمكن سيادتهم.