| أين السلام؟! البقعة الساخنة فالسلام كشعار وبرنامج كان الغائب الأكبر في مقابل تقدم ورفع الشعارات التي تدعو للحرب والفصل العنصري، بل وطرد فلسطينيي 1948. أين السلام ومع من؟ سؤال يجب أن يعيد طرحه العرب والفلسطينيون وخصوصاً «المعتدلون» ومن استبق نتائج الانتخابات بالقول: إنه سيتعاون مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة أياً كان شكلها. السؤال ذاته ينبغي أن تطرحه الإدارة الأميركية الجديدة التي تستعد لإرسال جورج ميتشيل إلى المنطقة لتعرف أي أفكار يمكن أن يحمل معه وأي ملفات يمكن وضعها على طاولة المتشددين ورموز اليمين المتطرف في إسرائيل. من الواضح أنه سؤال صعب ما من أحد يمتلك تقديم الإجابة عنه، ومن الواضح أيضاً أن الأطراف المطالبة بطرحه تدرك حجم الأزمة التي هي منها، فالجميع مأزوم من دون استثناء، حتى اسرائيل ذاتها التي يعرف مجتمعها العنصري والمتنافسون على رئاسة الحكومة الجديدة أن اليمين والتطرف لن يحل مشكلاتها، وقد فشل في ذلك شامير ونتنياهو وسيفشل معسكر اليمين مجدداً مع ليبرمان أو من دونه. وعلى الأطراف إياها أن تقرأ اليوم جيداً نتائج انتخابات الكنيست التي أفرزت الارهابيين والتي أظهرت أن ثلثي الاسرائيليين صوتوا لهم وللدولة اليهودية الخالصة ولطرد الفلسطينيين، وعلى هذه الأطراف أيضاً ألا تتوهم لأن اليمين والوسط واليسار في اسرائيل يجمعون على رفض عودة اللاجئين وعدم الانسحاب من القدس، وعلى العمل لتوسيع الاستيطان!!. فماذا تبقّى لتبحثه المفاوضات، وما ماهية السلام هذا الذي يتم إلحاقه كمفردة بكلمة المفاوضات، بل أي معنى يمكن أن يحمله، وأي مفاوضات تلك التي يجري خلفها البعض وقد تم تحديد سقفها ببحث الترتيبات الأمنية، وفي أحسن الحالات يمكن أن تتناول الحكم الذاتي أو الدولة منزوعة السلاح؟!. مشكلة اسرائيل هي مشكلة بنيوية لأنها كيان إرهابي بنى وجوده على المجازر، وكرس استمراره على الاغتصاب والتدمير، ويحاول رسم مستقبله على الإبادة الجماعية، فما حصل في العدوان الأخير على غزة ما هو إلا حلقة في سلسلة ممارسات إرهابية لن تتوقف، ومحال أن يصنع السلام من يبرع في صنع الجريمة.
|
|