وعلى هذا الأساس نجد أن الفهم لدور الإعلام يدور في فلك ضيق جدا لدى البعض ولا يتعدى حدود مصلحتهم وإذا تعدى هذه الحدود من باب الطفرة فيقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر فحيناً نجدهم يأملون أن يأخذ الإعلام دوره بالمطلق في تعرية الواقع وكشف مكامن الخلل وأحيانا أخرى نراهم عكس ذلك فنصير بنظرهم طرف خلاف وناشري غسيل لا أكثر لاسيما وأن نشرنا وقائع أو حقائق سلبية في هذا القطاع أو ذاك.
إذا كان فتح الباب أو إغلاقه أمامنا كإعلاميين مرهوناً بردات فعل المسؤول على ما نكتبه أو ننشره من قضايا سلبية فإن ذلك يخالف أصول التعامل بين الإعلامي والمسؤول ويتناقض مع كل ما كنا نسمعه حول التقدير الذي يحظى به الصحفي واحترام مهنيته، ويبدو أن ردة فعل المحافظ على ما كتبناه كانت أقوى من كل الاعتبارات وأقوى من كل التوجيهات التي تؤكد على تسهيل مهام الصحفيين وفتح الأبواب أمامهم وإلا لما أغلق الباب بوجهنا واعتذر عن استقبالنا مرات عدة!!
إن دور الصحفي في البحث والتقصي عن الحقائق يتطلب من الآخرين تسهيل مهمته للحصول على المعلومة أو للاستفسار والإيضاح حول واقعة من الوقائع ودون ذلك فإن مهمته ستكون صعبة ويصبح كمن ينهل من بئر جاف، وهنا لا يستطيع الإعلام أن يؤدي وظيفته في حال تمت محاصرته وتقزيمه ويبقى بعيداً عن القضايا التي يتطلب منه إثارتها والمتعلقة بالتنمية والاستثمار والخدمات وغيرها من القضايا العالقة التي تنتظر حلولاً جذرية لا ترقيعية !!!