ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرجم بالغيب او التنبؤات بل هو حقيقة تؤكدها مواقف مسؤولي هذا الكيان العنصري اليومية, ففي خلال يومين فقط صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بتصريحات تناقض بعضها البعض وتعبر عن وجهة نظر معينة في يوم وعكسها في اليوم الثاني.
ففيما أقر هذا الأخير بضرورة تخلي كيانه عن أجزاء واسعة في القدس المحتلة والضفة الغربية والجولان السوري المحتل وقال حرفيا:ً (سنكون مضطرين لقول الحقيقة للاسرائيليين والعودة الى حدود 1967) فإنه في اليوم الثاني عاد الى اطلاق التصريحات النارية ضد السلام مهدداً الفلسطينيين باتخاذ اجراءات عقابية صارمة مثل قطع الماء والكهرباء عنهم ومتوعداً حماس بمواجهة عسكرية جديدة ان لم تتوقف عن دعم الارهاب المزعوم.
والسؤال الذي يلقي بظلاله على هذه التصريحات المتناقضة هو: لماذا يطلق اولمرت تصريحاته حول السلام إذا كان لا يستطيع أن يخرج عن السياسات العدوانية لكيانه العنصري والمتمثلة بالقتل والارهاب والحصار والتجويع وممارسة أبشع أنواع التمييز العنصري التي عرفتها الشعوب?!
ان الاجابة باختصار على هذه السياسات المتناقضة هي ان اسرائيل مع أولمرت ومع غيره هي ضد السلام وتعمل لتخريب أي مفاوضات تقود إليه, وحكامها ورأيها العام لا يمكن أن ينسجموا مع متطلباته , فالجميع متفقون على الاستيطان ومصادرة الاراضي وارهاب الفلسطينيين والجميع يتداولون العبارات نفسها التي تتحدث عن السلام المزعوم من جهة والعمل في الواقع ضد قيامه من جهة أخرى.
ahmadh @ ureach. com