تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صمود ونهوض واستقرار

على الملأ
الجمعة 14/11/2008
علي نصر الله

على أهمية ما تحقق من إنجازات عملاقة حققتها الحركة التصحيحية المباركة على جميع المستويات لن نتوقف عند تفاصيل ما تحقق سواء لجهة البناء والتطوير الناجز أو لجهة التحرير والصمود المتواصل في مواجهة حملات الاستهداف وسياسات الهيمنة ومقاومة الضغوط والاملاءات التي ما توقفت يوماً ولا تراجعت أبداً.

لن نتوقف عند هذه التفاصيل لنعرض أسباب استمرار هذه الحملات ولنبين أنه إلى جانب كل المنجزات والشواهد الحية على التصحيح المجيد, كان هناك بعداً لا يقل أهمية عن مفردات عملية النهوض الشامل والتحول النوعي هو أن الحركة التصحيحية أسهمت في تكوين وعي المجتمع وتثميره.‏

فإذا كان صحيحا أن الحركة التصحيحية أحدثت تغييرات حقيقية على المستوى الداخلي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا سعيا لتحقيق مصالح الشعب والمجتمع , إلا أن الصحيح أيضا أنها حملت أفكاراً ورؤى قومية واستراتيجية تفاعل معها المجتمع العربي ونخبه الفكرية والثقافية الأمر الذي أسهم في إحياء القضايا القومية وشعور الالتزام بها.‏

سورية خلال العقود الماضية (38 عاماً) شهدت نهوضاً تنمويا شاملاً واستقراراً مكتملاً لازمه التزام مطلق بقضايا الأمة, ودور رائد في التصدي للعدوان والاحتلال, فكان التقدم على هذه المحاور أو المسارات سبباً لاستهدافات قوى الهيمنة وعملها المستمر في محاولات لاضعاف دور سورية والتأثير على قدراتها الاقتصادية والسياسية.‏

تعددت الحملات وتناسلت تحت عناوين مختلفة لكن ذلك لم يكن إلا أمراً يزيد في تماسك وصلابة موقفها ولم يكن إلا حافزاً لتحقيق المزيد من التحولات الداخلية بالاعتماد على الذات, وهنا سر قوة وقدرة سورية, ذلك أن النهوض والاستقرار هما قوة الدفع الذاتية التي تمنح القوة تلقائيا للموقف السياسي.‏

وعي هذه المعادلة والحفاظ عليها لاشك أنه هو ما جعل سورية دولة ذات ثقل نوعي عربيا وإقليميا, لها دورها ومكانتها في معادلات الحرب والسلام ومعادلات التوازن الاقليمي والدولي, وإدراك الأثر المتبادل بين طرفي معادلة النهوض والاستقرار والصمود والقدرة على التحدي هو ما أسهم في تكوين وتشكيل الوعي القومي العربي.‏

من هنا يمكن القول: إن الحركة التصحيحية المجيدة لم تكن مجرد حركة داخل تنظيم حزبي سعت لتصحيح الأوضاع المحلية أو الحزبية, وإنما هي حركة انطلقت بأمل وثقة لاحداث تغيير في الفكر السائد والواقع القائم بعد أن عمدت إلى تحليل علمي وموضوعي لواقع سورية الداخلي آنذاك وللواقع العربي بصورة شاملة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12376
القراءات: 1654
القراءات: 1308
القراءات: 1476
القراءات: 1430
القراءات: 1252
القراءات: 1489
القراءات: 1361
القراءات: 1473
القراءات: 1559
القراءات: 1565
القراءات: 1632
القراءات: 1901
القراءات: 1274
القراءات: 1350
القراءات: 1294
القراءات: 1666
القراءات: 1479
القراءات: 1433
القراءات: 1516
القراءات: 1472
القراءات: 1497
القراءات: 1469
القراءات: 1781
القراءات: 1481
القراءات: 1358

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية