باعتبارها تقدم خيارات متعددة وتضعها أمام المستهلك ليحصل على السلعة التي تتناسب ودخله من حيث المواصفات والسعر, وهذا يعتبر فرصة مناسبة للمنتجين وإبراز مهاراتهم لجذب المستهلك وفقاً للعروض التي تقدم أو طبيعة الميزات, وهذا يجعلنا نناقش موضوع الإعلان التجاري ودوره في تغير قناعات المستهلك وتعديل نمط استهلاكه ليتحول من سلعة إلى أخرى من خلال تقديم الأفضل والأنسب.
الاهتمام بأشكال الدعاية بمختلف أنواعها مطلوب وتقدم خدمات مشتركة للمستهلك والمنتج فهي من جهة تقدم معلومات واضحة للمستهلك, وتساهم في تصريف الإنتاج من جهة أخرى, ولابد من التساؤل حول نقطة مهمة وهي الالتزام بالتأكيد على معايير الجودة والمواصفات واختزالها على شكل إعلان سريع يفي بالغرض ويساعد المستهلك على اختيار سليم لما يريده في ضوء المعلومة التي قدمت له عن طريق الصوت والصورة أو الإعلان المكتوب.
أمور كثيرة نلاحظها وتشكل بمجملها إشارة استفهام وهي تتلخص بطبيعة الإعلانات بمختلف أشكالها وأنواعها فهي تركز على إعطاء حيز صغير للمادة المراد الترويج لها, والقسم الأكبر المتبقي ينقلك إلى عالم الخيال ويجعلك تقف مذهولاً أمام المشهد العام الذي تراه لتستيقظ بعد فترة من أحلامك وتطرح جملة أسئلة حول طبيعة هذا المنتج ومدى جودته وما مكوناته الصنعية و.... إلخ.
الجميع يعلم أهمية الدعاية والترويج وخصوصاً في وقتنا الحاضر كونه يشكل عاملاً مساعداً وسريعاً للاختيار وبما يتناسب مع رغبة المستهلك واهتمامه, ولكن أن يكون وفق أسس واضحة تجعل الثقة متبادلة بين وسيلة الدعاية والمنتج والمستهلك ما يسهل الوصول إلى الغاية المرجوة وهي الاستحواذ على ثقة المستهلك والتي تعتمد على المصداقية في عرض المواصفات وميزات السلعة ومكوناتها, وكل ذلك يرتبط بمدى المصداقية للشركات المتخصصة في طرق الترويج والدعاية من خلال دورها في تقريب وجهات النظر وممارسة الاقناع العقلاني والواعي والذي يعتمد على اختصار عامل الوقت بالنسبة للمستهلك, ومدى المصداقية لما يروج له من سلع ومنتجات عبر شرح الخصائص والميزات.
الخوض في غمار المنتجات وطرق الترويج لها في زحمة السلع وتنوعها والطرق المتبعة للتصريف عبر الوسائل الدعائية التي تعددت أشكالها وهذا حق مشروع للمنتج بالطريقة التي يراها مناسبة لزيادة مبيعاته عبر الوسائل المتوفرة ولكن أن تتحول المدن وتحديداً مدينة دمشق إلى لوحات إعلانية هذا موضوع لافت للنظر ولابد من دراسة هذه الظاهرة وما ينفق من أموال عليها تحمل بالنتيجة للمستهلك بشكل أو بآخر عدا عن المناظر التي أصبحت تشكل حالة ضاغطة في شوارعنا ما يستدعي التدخل والضبط لوضع الإعلانات إن كان على أسطح الأبنية أو في الشوارع والساحات العامة لكي نحافظ على الشكل الجمالي والحضاري والغاية المرجوة من توزع اللوحات الإعلانية بطريقة مدروسة وفي مختلف المدن الرئيسية كي نصل إلى النتائج المرجوة من ذلك.