تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لبنانات

بيروت
معاً على الطريق
الأربعاء 12/10/2005م
غسان الشامي

كان شعار فرسان لويس الثالث عشر(الكل للواحد والواحد للكل) وفي مسيرة حياة الأمم, أوحتى أولئك الذين يرومون إنشاء دولة, وهم مزيج سلالي متنوع إتنيا ودينيا وطائفيا يصبح شعار الفرسان السابق ضرورياً .

لكن في الحالة اللبنانية, كل شيء يختلف, هنا يوجد مفهوم (الصيغة اللبنانية) وهي في أبهى تجلياتها (العيش المشترك) أي هو عيش.., لا حياة, ويمكننا الإختلاف على نموذج العيش إذا أخلّ أحدهم بطرف الصيغة. ومنذ الإستقلال وحتى اليوم,لأنني لاأريد الغوص في التاريخ البعيد ففيه ما يخجل كثيراً, تختل الصيغة ويهتز العيش المشترك كل بضعة عشر سنة ونضحّي بآلاف الأشخاص على مذبح التعددية الفريد, ثم نتكاذب ونتفق على زغلٍ لنفرز أمامنا مذبحة جديدة.‏

لبنان وليد جنبلاط اليوم يختلف عن لبنان ميشال عون, ولبنان عون يختلف عن لبنان سمير جعجع الذي اعترف بعد طول أسرلة أن لبنانه الحالي من القليعات شمالا حتى الناقورة جنوبا, بعد أن أودى لبنانه السابق من المدفون شمالا حتى نهر الموت بالآلاف, وعندما يريد العودة إلى لبنانه الحالي لايجد مكاناً آمنا إلاّ في كنف عشيرته في بشري . ولبنان سعد الحريري, رغم يفاعته السياسية وكثرة مستشاريه مثل التنباك المعسّل بنكهات كثيرة, وفي أحلى تبدياته العروبية (سنيوري) لم يتوان عن غض الطرف على شتيمة حراس الأرز للسوريين واعتبارهم أسوأ من الإسرائيليين , وهو لبنان يختلف عن لبنان حزب الله .ولبنان السوريين القوميين والبعثيين يختلف عن لبنان الشيوعيين في أمور ويتفق معهم في أخرى,ولبنان حركة أمل يختلف عن لبنان حركة التوحيد ويختلف أو يتفق مع لبنانات أخرى .ولبنان سليمان فرنجية وعمر كرامي يختلف عن لبنان الأحباش ولبنان البطريرك صفير يختلف عن لبنان البطريرك المعوشي وعن لبنان المفتي قباني, لكنهما يتفقان على رفض الزواج المدني الإختياري.‏

أحد أسباب المشكلة.. الهوية, فنحن نختلف عليها .هل لبنان عربي أو ذو وجه عربي ? طيب, إذا كان وجهه عربياً ماهي هوية قفاه, وإذا كان وجهه فرانكوفونيا أو أنكلوفونياً او فينيقياً فما هي هوية عجيزته?!!. والسبب الآخر هل لبنان وطن نهائي ?! وماذا يعني نهائي .إنه في عرف النهائيين ما سمي بلبنان الكبير. ولبنان لكل أبنائه, ومن هم هؤلاء ? المغتربون الذين يرطنون ببعض الكلمات العربية أم الذين هاجروا خلال الحرب? أم لل¯ 18 طائفة فيه و..أقفلنا الدعوة?!.‏

وبعد كل حرب نحاول أن نلقي بأعطابنا على الآخرين بدل أن نفصفص أسباب الفتنة, فمرة الفلسطيني ومرة السوري, والأفضل أن يجتمع الإثنان معاً حتى يهب المجتمع الدولي لنجدتنا من بني جلدتنا, أما العربي البعيد في شبه جزيرته فلا ضير منه, نرسل له أغانينا الهابطة وشبابنا الذين لا عمل لهم وفضائياتنا المنافقة في رمضان وذي القعدة, وعندما يأتي ليسرّح ناظريه بضعة أسابيع في )الداون تاون) أو على رؤوس الجبال نلقمه التبولة, وعندما يغادرنا على الطائر الميمون نتندر بسذاجته.‏

لبنان مأزوم دائماً لأن هذه (الصيغة) لا تنجب إلاّ ساسة صغار ومنافقين, لقد نافقوا للسوريين طيلة ثلاثين عاما وسينافقون لغيرهم, وهلمّ جرا, لكن كان على سورية البعثية العلمانية أن تقرأ (الصيغة اللبنانية) من منظار مختلف, بيد أنها غرقت في زواريبها بدل أن تبدّلها, حتى بات يتم اختيار البعثي وزيرا أو نائبا, ومثله السوري القومي, حسب الممكن والمتوّفر طائفيا ومناطقيا,لا حسب الكفاءة.فالموارنة للرئيس والبطريرك والسنة لرئيس الوزراء.. ووو.‏

هكذا هو الحال بدون نفاق ورياء وتكاذب.., كل له لبنانه, ومنذ زمان بعيد قال جبران خليل جبران (لكم لبنانكم ولي لبناني) .. والآن هل يحق للرئيس السنيورة, وهو وكيل عن رئيس تيار, ورغم الثقة غير المسبوقة في البرلمان والتلاقي الكبير على ترشيحه في الإستشارات الملزمة, أن يطلع علينا قائلاً أنه باسم كل اللبنانيين يتحدث أو يطلب أو يقرر, تخينة لبنانياً مو????.‏

* صحفي لبناني‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 12/10/2005 02:38

السنيورة له قرص في كل عرس غربي, وعندما يجلس أمام الرئيس لحود أشعر وكأنه يهمس لنفسه متى تحل عنا, فلو تدري كم يعطل بقاؤك جلب الملايين لملء جيوب المتنفعين..مات الحريري بس المال موجود وإذا لم أهندسه في المصالح الآنية وأنا رئيس وزراء لدولة بلا مؤسسات, فمتى أفعل هذا..طالت لعبة السياسة والنفاق وبدنا نعمل بزنس , الإخوان في العراق عملوا بزنس كتير ونحن نهدر الوقت في :بدنا1559..لا..مابدنا. وعندما يجلس أمام المقاومة يتذكر وطنيته مضطرا, ويخفي عنها سعادته في سحب البساط من تحت أقدام المقاومة بسيناريو تأمرك لبنان. ياخوف السنيورة أن يستهلك وقته في الرئاسة بلا بزنس من العيار الكبير, فيأتي خلفه وعلى المستريح خليفة الحريري في ثروة المال من شمال طرابلس محمد أحمد الصفدي المصري(الذي تدرب في السعودية مثل الحريري) ليستلم قريبا رئاسة الوزراء ومعها بنك لبنان المركزي..إذ في عرف رجال البزنس اللبنانيين أن لبنان يتحمل ديونا أكثر بكثير من 44مليار دولار , فلماذا إضاعة الوقت بين سياسة التأمرك وسياسة العروبة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1676
القراءات: 1478
القراءات: 1628
القراءات: 1386
القراءات: 1364
القراءات: 1322
القراءات: 1474
القراءات: 1691
القراءات: 1707
القراءات: 2105
القراءات: 1465
القراءات: 2211
القراءات: 1331
القراءات: 1363
القراءات: 1610
القراءات: 1609
القراءات: 1421
القراءات: 1507
القراءات: 1403
القراءات: 1923
القراءات: 1489
القراءات: 1363
القراءات: 1565
القراءات: 1563
القراءات: 1341

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية