تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق تُتْلِفُ أعصابَ أعدائها

معاً على الطريق
الأحد 11-10-2015
أحمد ضوا

في الأسبوعين الماضيين لمس العالم أن الولايات المتحدة في حالة اللا وعي المترافقة مع جنون التصريحات المتناقضة التي دعت إحدى أهم الصحف الأميركية للقول إن لا قيادة موحدة في الولايات المتحدة، بل قيادات تعمل واحدة منفصلة عن الأخرى.

هذه الحقيقة يعكسها التناقض في تصريحات المسؤولين الأميركيين تجاه الوضع في سورية من جهة، والموقف من روسيا الاتحادية التي بدأت بجدية وفعالية في مكافحة الإرهاب في سورية بطلب من القيادة السورية من جهة أخرى.‏

الحالة الأميركية انتقلت تلقائياً إلى حلفائها الأوروبيين، وأدواتها، وأُجرائها في المنطقة، الأمر الذي انعكس أيضاً على التنظيمات الإرهابية التي تدعمها هذه القوى على الأرض السورية والتي تعيش فوضى عارمة وحالات هروب غير مسبوقة.‏

التحليل المنطقي لحالة التخبط الأميركية يكشف أن مرد هذا الوضع هو فشل وعجز واشنطن ومن معها في تحقيق أي من الأهداف الأساسية لحربها الإرهابية على سورية، وفي مقدمتها إحداث تغيير استراتيجي في سياسة سورية ينقلها إلى الضفة الغربية.‏

كما كشفت أيضاً هذه الحرب القذرة تراجع قوة أميركا وضعف هيمنتها، وفي المقابل ظهور قوى قطبية جديدة وضعت أميركا أمام تحديات كبرى في المستقبل القريب، والفضل الأول والأخير يعود لصمود سورية وشعبها وجيشها وقائدها.‏

الهيستيريا الأميركية البادية للجميع مشابهة إلى حدّ ما للهيستيريا التي شهدتها الولايات المتحدة إبان حرب فيتنام مع فارق الزمن والشدة واختلاف الأدوات والخوف الأميركي المتصاعد على وضع الولايات المتحدة العالمي.‏

لقد وضع صمود الجيش العربي السوري والقيادة السورية، القيادة السياسية المتعددة الأذرع في واشنطن أمام اختبار لم تعشه الولايات المتحدة من قبل، انعكس بوضوح في اجترار الرئيس الأميركي باراك أوباما الصيغ والعبارات نفسها التي نطق بها حول الحرب الإرهابية على سورية في عام 2011، الأمر الذي يؤكد عدم تحقيق إدارته أي شيء من حملتها الإرهابية على سورية، وكذلك في حالة اللا توازن التي بدا عليها وزير الخارجية الأميركي في أروقة الأمم المتحدة خلال اجتماع لوزيري خارجية سورية وروسيا.‏

إن حالة التلف في أعصاب إدارة أوباما التي أوصلها الصمود السوري إلى وضع متقدم جداً، يكملها اليوم القرار الروسي بمكافحة الإرهاب وفقاً للقوانين الدولية، والنتائج التي تحققها هذه الحملة على الأرض، والتي كشفت نتائجها في أسبوعين فقط كذب ونفاق إدارة أوباما، ومراميها السياسية القاضية باحتواء تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، والمساهمة في تمدده في سورية، وهذا ما كشفه أيضاً مقاتلون من البشمركة، الذين صرّحوا لإحدى القنوات التلفزيونية أن التحالف الذي تقوده أميركا بزعم مكافحة «داعش» منعهم من السيطرة على الطريق الواصل بين الموصل وسنجار في العراق والرقة السورية الذي يسلكه إرهابيو تنظيم «داعش» الإرهابي وناقلاته يومياً.‏

بالتأكيد لن تستسلم الولايات المتحدة ومن معها للوقائع الجديدة في سورية، وحملتهم الإعلامية الشرسة ضد روسيا وعملياتها في سورية مؤشر كبير على ذلك، ولكن وفقاً لتقارير غربية لن تستطيع واشنطن إحداث تغيير جذري في مسار الأحداث، وخاصة أن الأقوياء على الأرض هم الذين يرسمون النهايات والجيش العربي السوري بات في مسار الرسم، ولم ولن توقفه حواجز من هنا أو تهديدات من هناك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 681
القراءات: 774
القراءات: 654
القراءات: 732
القراءات: 654
القراءات: 645
القراءات: 661
القراءات: 634
القراءات: 724
القراءات: 755
القراءات: 704
القراءات: 707
القراءات: 770
القراءات: 686
القراءات: 1340
القراءات: 691
القراءات: 748
القراءات: 702
القراءات: 827
القراءات: 753
القراءات: 870
القراءات: 781
القراءات: 767
القراءات: 739
القراءات: 757

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية