التحولات التي نعيشها والتي تتبدى في أحيان كثيرة غير مفهومة بكليتها ،بعض من أسبابها يظهر للعلن،و الآخر أكثر تعقيدا... وخفايا كثيرة ستظهر بعد مضي كل هذه الاحداث...ومع ذلك فإن بعض المثقفين العرب يتعاملون وكأنهم يمتلكون حقيقة ما يحدث،بين أيديهم وحدهم البرهان المؤكد...
هكذا نجد انهم اجتهدوا وصدروا تحليلات آنية لاشك أنهم بعد مضي وقت،وبعد النتائج التي بدأنا نعيشها وكيف ان الامر بدأ بحال وانتهى بأخرى..قد صدموا.
المثقف الحقيقي يعيش حالة من التخبط والمعاناة أكثر من غيره...فاذا كان هدف السياسي واضحاً،واذا كان الاعلامي جعل موقفه يتماهى مع موقف المؤسسة التي ينتمي اليها ،فإن مشكلة المثقف تزداد صعوبة مع ازدياد الوضع العربي تعقيدا...فالمثقف المبدأي صاحب الضمير الحي ،لاشك أنه سيكون متألما للحال الذي آلت اليه الاوضاع العربية...حيث الكل غارق في متاهات من العنف ،وفي حالة من الشلل المؤقت...
يزداد غرق الكلمة في لجة مظلمة، تائهة..بعد ان ادركت مدى عجزها،وثبت عدم تأثيرها...وربما أكثر ما يفاجئ تلك المواقف المتلونة،المتقلبة التي لاتثبت على حال،وتتلون حسب مقتضيات مصالحها..
عندما يلقي بك الحظ في وجه أحدهم،ويصر على نقاش ما، ما يفاجئك أكثر من اي شيء آخر،كل هذا التعصب والمغالاة في الموقف،كل هذا التزمت...خاصة عندما تكتشف أن تلك الافكار ليست نابعة عن ايمانهم بقضية معينة أو عمق فكري،بل ارضاء لأطراف بحد ذاتها...فيجيرون كتاباتهم لخدمتهم، مع معرفتهم التامة بمدى الاذى الذي يلحقونه بتلك الاوطان..ايا كان تأثيرها الآني –المحدود..لاشك أن امثال هذه الكتابات ستسقط...لأنها لم ترتكز على معطى فكري- أخلاقي –عميق ...
soadzz@yahoo.com