تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في طريق الإصلاح الشامل

إضاءات
الإثنين 12-12-2011
د.خلف علي المفتاح

يتوجه ملايين السوريين اليوم إلى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم وواجبهم في انتخاب ممثليهم إلى مجالس الإدارة المحلية على مختلف مستوياتها في القرى والبلديات ومراكز المدن وإذا كانت الإدارة المحلية كممارسة ديمقراطية في إطار الحكم المحلي قد ترسخت نهجاً وسلوكاً منذ عدة عقود خلت

إلا أن للممارسة هذا العام وفي ظل الظروف التي تمر بها بلادنا وشعبنا وما يتعرض له من مؤامرة خارجية واستهداف غير مسبوق لها معان ودلالات خاصة يأتي في مقدمتها أنه تم تطوير هذه التجربة الرائدة ضمن برنامج الإصلاح الشامل الذي وضعته القيادة السورية استجابة للمطالب الشعبية بهدف الوصول إلى بنية سياسية أكثر تشاركية ودمقرطة تحكمها بيئة تنافسية قاعدتها الأساسية خدمة الوطن والمواطن ومعيارها الولاء الوطني لا الحزبي والسياسي وغيره من مركبات.‏

إن المشاركة الشعبية الواسعة في هذا الخيار الوطني وإنجاحه يعبر عن تفاعل القاعدة الوطنية على مختلف مشاربها وألوانها السياسية والاجتماعية مع أحد أهم عناوين الإصلاح المتمثل في تعزيز نهج التشاركية في قيادة البلاد على قاعدة أن الهدف الأساسي لمفهوم الديمقراطية هو المواطن شريكاً وفاعلاً أساسياً في العملية السياسية وصولاً لشراكة حقيقية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بحيث ينعكس ناتج وحاصل كلتا العمليتين على عموم السوريين حرية ورفاهاً وازدهاراً وتقدماً.‏

إن استثنائية الظرف الذي تعيشه بلادنا وشعبنا السوري يرتب علينا جميعاً ومن موقع الانتماء للوطن والحرص على إنجاح خياراته الوطنية- بمنأى عن أي مؤثر خارجي- التفاعل الخلاق مع هذا الاستحقاق الوطني بحيث ننطلق جميعاً مشاركين في اختيار من يعبر عن طموحاتنا ويتمثل حاجاتنا ويتحلى بالسلوكية الحسنة والقبول لاجتماعي ويمتلك الكفاءة العلمية والمهنية ويتمثل عناوين وأخلاقيات المرحلة وينخرط عميقاً في مفرداتها وهذا ما يجعلنا أكثر اطمئناناً إلى ناتج وحاصل تلك العملية الديمقراطية بوضعه في مخبر التحليل لنتبين درجة انسجامنا وتصالحنا مع ذاتنا قياساً مع ما نبديه من ملاحظات ونقد للممارسات السابقة .‏

إن ممارسة هذا الخيار الوطني الديمقراطي وفق برنامجه الزمني وفي هذه الظروف هو دليل عافية وطنية وإصرار حقيقي على إنجاح المشروع الوطني للاصلاح الذي أطلقه سيادة الرئيس بشار الأسد وهذا يشكل رسالة مهمة لأولئك الذين راهنوا على فشله أو عرقلته عبر محاولاتهم اليائسة والمتمثلة في خلق بؤر توتر دائمة ومحاولة العبث بالسلم الأهلي والاستقرار الداخلي ولا شك أن نجاح هذه العملية الديمقراطية سيعطي دفعاً ووقوداً إضافياً للانطلاق بثقة وقوة باتجاه تحقيق كل ما أعلن عنه من خطوات اصلاحية وفي مقدمتها انتخاب برلمان جديد واستفتاء على دستور يؤسس لعقد اجتماعي يعبر عن طموحات ورغبات الشعب السوري في دولة أكثر ديمقراطية وعصرنة وازدهاراً وتناغماً.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11363
القراءات: 1092
القراءات: 841
القراءات: 995
القراءات: 872
القراءات: 938
القراءات: 953
القراءات: 910
القراءات: 982
القراءات: 930
القراءات: 966
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 973
القراءات: 1027
القراءات: 989
القراءات: 1086
القراءات: 1064
القراءات: 986
القراءات: 1050
القراءات: 990
القراءات: 1017
القراءات: 1041
القراءات: 1076
القراءات: 1314
القراءات: 1230

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية