إلا أن للممارسة هذا العام وفي ظل الظروف التي تمر بها بلادنا وشعبنا وما يتعرض له من مؤامرة خارجية واستهداف غير مسبوق لها معان ودلالات خاصة يأتي في مقدمتها أنه تم تطوير هذه التجربة الرائدة ضمن برنامج الإصلاح الشامل الذي وضعته القيادة السورية استجابة للمطالب الشعبية بهدف الوصول إلى بنية سياسية أكثر تشاركية ودمقرطة تحكمها بيئة تنافسية قاعدتها الأساسية خدمة الوطن والمواطن ومعيارها الولاء الوطني لا الحزبي والسياسي وغيره من مركبات.
إن المشاركة الشعبية الواسعة في هذا الخيار الوطني وإنجاحه يعبر عن تفاعل القاعدة الوطنية على مختلف مشاربها وألوانها السياسية والاجتماعية مع أحد أهم عناوين الإصلاح المتمثل في تعزيز نهج التشاركية في قيادة البلاد على قاعدة أن الهدف الأساسي لمفهوم الديمقراطية هو المواطن شريكاً وفاعلاً أساسياً في العملية السياسية وصولاً لشراكة حقيقية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بحيث ينعكس ناتج وحاصل كلتا العمليتين على عموم السوريين حرية ورفاهاً وازدهاراً وتقدماً.
إن استثنائية الظرف الذي تعيشه بلادنا وشعبنا السوري يرتب علينا جميعاً ومن موقع الانتماء للوطن والحرص على إنجاح خياراته الوطنية- بمنأى عن أي مؤثر خارجي- التفاعل الخلاق مع هذا الاستحقاق الوطني بحيث ننطلق جميعاً مشاركين في اختيار من يعبر عن طموحاتنا ويتمثل حاجاتنا ويتحلى بالسلوكية الحسنة والقبول لاجتماعي ويمتلك الكفاءة العلمية والمهنية ويتمثل عناوين وأخلاقيات المرحلة وينخرط عميقاً في مفرداتها وهذا ما يجعلنا أكثر اطمئناناً إلى ناتج وحاصل تلك العملية الديمقراطية بوضعه في مخبر التحليل لنتبين درجة انسجامنا وتصالحنا مع ذاتنا قياساً مع ما نبديه من ملاحظات ونقد للممارسات السابقة .
إن ممارسة هذا الخيار الوطني الديمقراطي وفق برنامجه الزمني وفي هذه الظروف هو دليل عافية وطنية وإصرار حقيقي على إنجاح المشروع الوطني للاصلاح الذي أطلقه سيادة الرئيس بشار الأسد وهذا يشكل رسالة مهمة لأولئك الذين راهنوا على فشله أو عرقلته عبر محاولاتهم اليائسة والمتمثلة في خلق بؤر توتر دائمة ومحاولة العبث بالسلم الأهلي والاستقرار الداخلي ولا شك أن نجاح هذه العملية الديمقراطية سيعطي دفعاً ووقوداً إضافياً للانطلاق بثقة وقوة باتجاه تحقيق كل ما أعلن عنه من خطوات اصلاحية وفي مقدمتها انتخاب برلمان جديد واستفتاء على دستور يؤسس لعقد اجتماعي يعبر عن طموحات ورغبات الشعب السوري في دولة أكثر ديمقراطية وعصرنة وازدهاراً وتناغماً.
khalaf.almuftah@gmail.com