رئيس المجلس الأعلى للقضاء في المملكة العربية السعودية أفتى- أو طلب منه أن يفتي- بأن مظاهرات التنديد والتضامن مع غزة هي( فساد في الأرض وليست من الصلاح والاصلاح) متسائلاً متى كانت المظاهرات والتجمعات تصلح؟!.
السلطات المصرية ربما تكون قد اتخذت من شقيقتها قدوة حسنة، فلم تكتف بمنع التظاهر بل ذهبت إلى مدىً أبعد فعمدت إلى إغلاق جامعي الأزهر والفتح ومنعت الصلاة فيهما خشية التظاهر عقب الصلاة.
والحال كذلك فماذا يمكن أن يفهم من الفتوى والاجراءات؟! هل هو انسحاب وتخل عن القضية التي يقال إنها قضيتهم كعرب ومسلمين، أم إنه تأكيد لما تكرره تسيبي ليفني منذ بدء العدوان من أن دول الاعتدال العربي تؤيد اسرائيل في عدوانها وتتفهم ما يجري، بالمناسبة لم يصدر من هذه الدول أي نفي لادعاءات ليفني وغيرها-، أم إن ذلك ينطوي ليس فقط على محاولة تحييد طاقات الأمة وإنما يدل على عدم الرغبة حتى في استثمارالرأي العام لصوغ موقف سياسي ولو على المستوى الظاهري والشكلي!!.
اسرائيل قبل العدوان وأثناءه ورغم التنديد العالمي بجرائمها ما زالت تستخدم لعبة الرأي العام لتسويغ مجازرها الارهابية وتقول بوقاحة إن ما تقوم به هو مطلب الاسرائيليين والعالم المتحضر وتدعي أن هذا ما تظهره استطلاعات الرأي، لتبرز أشد المفارقات غرابة حيث يستثمر الكيان الغاصب كل أسلحة الدجل والفتك مقابل تخلي البعض منا بالمطلق عن كل سلاح... حتى عن الرأي العام الذي تخشاه ربما..!!.
بقي أن يقال: إذا كانت المظاهرات ضد العدوان فساداً أو إفساداً في الأرض، فإن على صاحب الفتوى أن يوصف لجمهوره ما تقوم به اسرائيل، وإن يدل أصحابه وأولياء النعمة التي ينعمون بها عليه إلى طريق الصلاح والاصلاح لعل الأمة تتعرف إلى ما هو أكثر من التخاذل والتواطؤ وتكتشف مزيداً من الحقائق المخزية!!.