يرافقها تمنيات عميقة جدا بأن يكون كانون الثاني الفلسطيني شبيها بتموز المقاومة اللبنانية، كلنا نشترك في الألم فهو يوحدنا ويجعلنا نشعر بأن ثمة مشاعر إنسانية تتفق على أن إراقة الدم لا يقدم عليها إلا البرابرة.
وإن كان هذا حالنا نحن الذين لا نملك سبيلا للمؤازرة إلا الحبر والقلم فما حال أولئك الذين يفاخرون بأن الدم الفلسطيني «ليس رخيصا» في الوقت الذي يقطعون قربة الهواء الوحيدة على الغزاويين.
في الأسبوع الثاني من العاصفة الاسرائيلية على القطاع تشابهت الألوان، وكلنا انفعل بألوان الأخبار الفاقعة وكتب ويكتب عن غزة ، وكأن لسان حال جميعنا يردد بيت المتنبي« فليسعد النطق إن لم تسعد الحال» كلنا يكتب من فيض غضبه، فالصمت تواطؤ أيضا يشبه الخيانة العظمى الى حد بعيد.
وفيما كنا نلملم دفاتر العام الماضي ونجهد في التفاؤل بعام جديد تتسع فيه حدقة الشمس، كنت أتساءل عن الصيغ العملانية التي سيترجم فيها العرب احتفاءهم بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي بعد أن سلمتها دمشق الراية، ولم يطل انتظاري للجواب، فالدم الفلسطيني الذي تطرزه اسرائيل على أجساد أطفال غزة كفيل بإقامة ألف معرض تشكيلي في عواصم العرب من الماء الى الماء، وصور البشاعة الاسرائيلية يمكنها صناعة ألف فيلم سينمائي بالأحمر والأحمر فقط.
تعليقات الزوار |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 08/01/2009 08:24 |
في موضوع جريمة غزة لم يكن الصمت تواطؤا فحسب , بل شراكة في التخطيط للجريمة, ألم تعلن ليفني الإسرائيلية الصهيونية عن محرقة غزة من قلب القاهرة العربية؟,وهذا ألا يعني أن النظام العربي الرسمي هو شريك العدو في ذبح الأهل؟.بالتأكيد: نعم هو شريك, بل شريك أساسي
أما الإحتفاليات الثقافية والقنية بالقدس , فارجو ألا تقتصر على تصوير بشاعة ذبح الفلسطيني أمام المشاهد العربي, لأنها تؤلمه وموعد انفجاره لم يحن بعد, بل يمكن نشر هذا المشهد الدامي على عامة الغرب, بينما على نخبنا التركيز أمام المشاهد العربي على مشاهد تصور الوقاية والممانعةبما يؤدي لتفعيل ونصرة المقاومة. |
|
مروان عمايري |  amairy179@hotmail.com | 08/01/2009 23:29 |
قال أحد الشعراء : من لم ير الشمس في أبراجها اشتعلت......فليعذر الشمس و ليعتب على الحول
و أنا أقول إن الشمس واضحة و ساطعة تماما كما الحق..و العيون التي تشيح عنها هي عيون واجفة خائفة أخذ منها الجبن و الرعب كل مأخذ..ليست المسألة بحاجة إلى كثير من التفكير و العبقرية فالأنظمة الصامتة المتواطئة أصبحت أكثر ما تكون بعيدة عن الحق و الحقيقة حيث ركعت
أمام الجلاد و أخذت تكيل الملامة و النصائح للضحية و كإني بهم يقدّمون هذه الشلالات من الدماء الزكية التي تروي ثرى غزة البطلة كقرابين لأسيادهم في البيت الأسود و خضوعا أمام نجمة داوود علّهم يستطيعون أن يبقوا فترة أطول على عروشهم و كراسيّهم المهترئة...في كل الأحوال نيرون مات و لم تمت روما..سينتهي العدوان و تجفّ الدموع و سترفع غزة يوما راية النصر خفاقة..أمّا الذين صمتوا و تواطؤا و شاركوا فسيلعنهم التاريخ و لن يأخذوا معهم إلاّ وصمة سوداء ستظلّ تلاحقهم حتى يرث الله الأرض و من عليها . |
|
|