لأن تركيا تجاوزت حدودها بدءاً من سماحها للمرتزقة والإرهابيين من مختلف أرجاء الدنيا باستخدام أراضيها معقلاً وملجأ ونقاط عبور إلى الأراضي السورية للقيام بالتخريب والتدمير وهذا في القانون الدولي انتهاكاً خطراً للسيادة الوطنية مروراً بمبيعات نظام أردوغان من شاحنات نقل النفط التي ازدادت بشكل ملحوظ عقب استيلاء تنظيم داعش الإرهابي على آبار النفط إضافة إلى إطلاق قذائف على مواقع الجيش العربي السوري بالتوازي مع زيادة الدعم التركي للإرهابيين ومستوى إمدادهم بالأسلحة والذخائر والعتاد اللازم للاستمرار بأعمالهم الإجرامية وصولاً إلى إسقاط الطائرة الروسية وهو عدوان موصوف على السيادة السورية.
إنه جنون أردوغان الذي حول تركيا إلى مزرعة لتربية الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية وهو الجنون الذي أصابه بعد نجاح الضربات الروسية وانتصارات الجيش العربي السوري بعد أن كان يتوهم بضم أراض سورية لإقامة ما أسماه منطقة إنسانية صباً للزيت على النار المشتعلة.
وما يقال عن أردوغان ينطبق على الإدارة الأميركية فرغم كل الجهود والمحاولات المحلية والعالمية تتكشف الأهداف العدوانية للبيت الأبيض وإدارته أمام العالم كله وتتضح علانية وحقيقة أحلامهم بالهيمنة على البشرية وبسط النفوذ في أرجاء الأرض وبناء القواعد الحربية في أكثر من موقع، جزءاً من استراتيجية تسمح لهم بالسيطرة لا على البلد المحتل فحسب بل على دول الجوار أيضاً والاستيلاء على الثروات في منابع النفط وفي ظنهم أن العالم في يدهم وحدهم قوّة أحادية لا معادل لها تستطيع أن تفعل ما تشاء وأنه ليس هناك من قوة توازنها أو تقف في وجهها وأن بإمكانها أن تدمّر بأسلحتها الدول الأخرى الأعرق منها في الحضارة.
اليوم ماذا نقول في هذه النازية الجديدة التي تدعم الإرهاب وتموله وتنفذه والتي تمتلك من إمكانات الدمّار أكثر بكثير مما امتلك هتلر ومن فنون القسوة واللاإنسانية وشيطانية المشاعر والقتل والتخريب أضعاف ما امتلك.. إنه الحقد الجهنمي على كل ما هو جميل ونبيل وإنساني من أجل استجرار العالم إلى الخضوع لأهدافهم الاستعمارية وإرهابهم الشرس..أليس ذلك جنوناً لابد أن يرتد على أصحابه.