ومابين رفع ونصب وجر , تفاوت العرب وتفاوتت انظمتهم , فمن كان منذورا للنصب والجر بأدوات الحصار والوعيد والتهديد , ارتفع وارتقى وجعل الخبر مقدما على المبتدأ , ومن كان يتوهم الرفع ويعول على ادواته , خانه الضمير المستتر , نصب به وعليه , ثم كسره وجره الى حيث لم يكن يتوقع .. ما , زائدة لامحل لها من الاعراب في زمن تهاوت فيه الحركات والادوات والحروف , ولمع فيه نجم الضمائر الغائبة والمستترة !
فإذا كان الوفاق العربي قائما على التعداد لا على الاعراب , فإنني اجدها حالة صحية واكثر , ان يتفاوت العرب بين ماهو معرب وماهو غير معرب , افضل كثيرا من التقاء الساكنين , على الاقل كي يتواصل الجدال بينهما, فيكشف احدهما حسن صرف الاخر وتصريفه , او سوء جره والنصب عليه , ولايعود الولاء للضمير الغائب او المستتر خيارا وحيدا في اعراب العرب , ولا الجر هو المآل الاخير لمن تطلع دائما الى الضم والرفع . واما اذا كان الوفاق العربي قائما حصرا على الضم والرفع , دون جر يسبقه النصب عادة , فإنها حينذاك حالة اكثر من صحية واكثر من قرار نهوض ?
غير ان تجربة الاعراب العربي خلال العام الفائت , وما انطوت عليه من حركات وادوات وضمائر , عجزت بمجموعها عن استبدال حركة اعراب هذا بأداة اعراب ذاك , رغم سطوة الضمائر ومن يقوم مقامها في الفضاء العربي الفسيح , دللت وبما لايقبل التعذر , على استحالة جر المرفوع , حتى ولو اجتمعت كل ادوات النصب وحروف الجر , في مقابل رفع المجرور , حتى ولو التأمت كل الضمائر المستترة وانجر معهم نائب الفاعل !!
دللت التجربة على ان المقاومة حركة ضم ورفع , هي من فصيح العرب لا من شواذهم .. وفصيح العرب اقرب الى التقديس والتبجيل , وان المساومة تبدأ نصبا وتنتهي بالجر ومابعد بعد الجر .. أي المجرور !
رسالتنا الى قمة الرياض ... أن أجيدوا الاعراب والصرف والتصريف !!