وتكرر هذه المسألة في أكثر من اختصاص يثير التساؤل والعجب ليس فقط أمام الطلبة أنفسهم الذين ضاعت أحلامهم في التعيين كمعيدين بعد أن كان التفوق عنوانهم طوال فترة دراستهم الجامعية، بل هي أمام أقرانهم الذين فقدوا الشعور بضرورة المنافسة والتفوق، وبين أساتذتهم الذين وجدوا فيهم مستقبلا مشرقا لتطوير كلياتهم في هذا الاختصاص أو ذاك.
وللأسف بدلا من تطوير أساليب التشجيع والتكريم للمتفوقين والمتميزين والأخذ بالمرسوم رقم 52 الذي أجاز تعيين الخريجين الأوائل معيدين في الجامعات من دون إعلان، وبشكل مباشر، تقديرا لهم. نجد تطورا لأساليب وضع العصي في العجلات... وعليه لا عجب أن يهمل تكريم الأوائل في بعض الكليات بشكل كامل، وأن يختفي اليوم الاحتفالي الذي كان يعد تقليدا سنويا تفتخر به جامعاتنا وينتظره طلبتها، وأن تغفل هذه الكليات تعليق أسماء الطلبة الأوائل على لوحة إعلاناتها وعلى أبواب المدرجات والقاعات انتصارا لهذه الدرجة العلمية.
وعليه من البديهي أن نسأل أين المشكلة في تعيين الطالب الأول الذي هو رقم واحد في قسمه واختصاصه، معيدا؟ ومن الواجب أن نعرض بعض المبررات التي وضعت لهذا الغرض ومنها وجود الكثير من المعيدين في هذا الاختصاص... عدم وجود اختصاص جديد له... القسم ليس بحاجة للخريج الأول .... وأخيرا قرارات مجلس التعليم العالي الذي وضع معايير ومهارات جديدة لقبول الطلبة كمعيدين.
ليكون السؤال: هل هذه المبررات مقنعة؟ أليست الكلية هي من وضعت الخطة الدرسية لهذا الطالب طوال سنوات دراسته وهي التي تزرع وتعرف ماذا تريد أن تحصد من اختصاصات وغيرها؟ ولماذا لا تقبل أكثر من معيد في اختصاص واحد.. ولماذا لا تفتتح اختصاصات جديدة لطلبة يعتبرون الأوائل بين مئات الطلبة من دفعتهم، ألا يستحقون ذلك أسوة بالجامعات العالمية التي تفتخر بما لديها من أوائل؟.