تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية وتكتل البريكس

منطقة حرة
الاثنين 2-4-2012
د. حيان أحمد سلمان

بداية كل الشكر لدول البريكس من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لموقفهم من سورية، هذا التكتل الاقتصادي السياسي الاجتماعي الذي يقود الاقتصاديات الناشئة والذي اتخذ اسما له من أوائل الحروف لأسماء دوله باللغة الانكليزية ،

تأسست هذه المجموعة في عام 2001 إلا أن مؤتمر القمة الأولى لها كان في عام 2009 في روسيا والثانية في البرازيل عام 2010 والثالثة في الصين عام 2011 والرابعة في الهند عام 2012، وتأتي أهمية هذا التجمع من خلال أنه يضم دولا من أمريكا الجنوبية وأسيا وأوربا وأفريقيا، ويدعو إلى إقامة نظام عالمي جديد قائم على الاحترام المتبادل بين دول العالم وبما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأصبح لهذا التجمع كلمته الحاسمة على الساحة الدولية من خلال أنه يضمّ 42% من سكان العالم و18% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويبلغ /14/ تريليون دولار و30% من مساحة الكرة الأرضية وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين هذه الدول / 23/ مليار دولار لعام 2010 أي بنسبة 15% من التجارة العالمية وتمتلك 45% من الأيدي العاملة على مستوى العالم وتنتج 40% من القمح العالمي وتخطط هذه الدول لتكون أقوى تجمع اقتصادي في العالم عام 2014, وتمتلك أكثر من 50% من الاحتياطيات النقدية العالمية ...الخ، وتسعى بعض هذه الدول للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، وفي الاجتماع الأخير قرروا تأسيس بنك (بريكسي) يكون المساهم الأكبر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول، و يساهم في تجنبّ تداعيات ونتائج الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، وهذه النجاحات أعادت الأمل إلى شعوب العالم وخاصة في الدول النامية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الدول كان تأثرها بهذه الأزمة محدود جدا، بل بالعكس فإنها الآن تفرض شروطها على الساحة الأوربية والأمريكية للمساعدة بحل أزماتهما الداخلية والخارجية، وبرأينا أن النجاح الكبير الذي حققته هذه الدول يعني وضع حد لسيطرة نظام بريتون وودز الذي نشأ في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، ومن جانب آخر الإحلال محل مجموعة الدول العشرين والسبع الصناعية علما أن بعضها جزء من هذه التجمعات، وبعد هذا الاستعراض هل نتقدم نحن في سورية بطلب للانضمام إلى مجموعة البريكس ؟ ولنا مصلحة قوية وكبيرة بذلك من خلال أن هذا يساعدنا في التعامل مع آفاق اقتصادية كبيرة ونندمج بشكل أفضل وأكثر إيجابية مع الاقتصاد العالمي، وخاصة بعد أن أثبتت الأحداث على أن الجامعة العربية ومنظماتها فقدت أدنى مقومات سيادتها واستقلاليتها، وأن الدول الأوربية وأمريكا تئنّ تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي تفتت قواها وتهدد مستقبلها ، إضافة إلى الموقف الموضوعي لدول البريكس من الموضوع السوري ولا سيما الموقف الروسي والصيني واستخدامهما للفيتو المزدوج والمتكرر والذي يعتبر بمثابة تولدّ معالم نظام عالمي جديد وعودة مجلس الأمن إلى الجادة الصحيحة، واقتصاديا فإن أغلب احتياجاتنا يمكن أن نؤمنها من هذه الدول، وكتأكيد عملي على ذلك فإن روسيا تعتبر من أكبر الدول في العالم المصدرة للطاقة وهذا سيساعدنا في حل أزمة الطاقة عندنا، والصين تشهد ثورة صناعية وخاصة في مجال تصنيع وسائل الإنتاج ولا سيما في مجال الصناعات التحويلية ونحن بأمس الحاجة لذلك، والهند تشهد تطورا في كل الصناعات وكذلك جنوب أفريقيا التي تنتج بحدود 34% من إنتاج القارة الأفريقية، والبرازيل تعتبر أكبر مصدر للمواد الغذائية، ومن جهة أخرى تعتبر أسواق هذه الدول سوقا واسعة أمام منتجاتنا، فهل نسعى لإقامة منطقة اقتصادية تعامل بالعملات الوطنية لهذه الدول،وهذا يساعدنا في تعميم التبادل بالمقايضة أيضا وعندها نحافظ على الاحتياطيات النقدية عندنا ...الخ, فهل سنقرع باب هذا التجمع قريبا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د.حيان سليمان
د.حيان سليمان

القراءات: 869
القراءات: 1030
القراءات: 837
القراءات: 1101
القراءات: 839
القراءات: 884
القراءات: 1028
القراءات: 910
القراءات: 830
القراءات: 794
القراءات: 762
القراءات: 2126
القراءات: 872
القراءات: 957
القراءات: 1026
القراءات: 956
القراءات: 911
القراءات: 1022
القراءات: 2258
القراءات: 951
القراءات: 1386
القراءات: 1058
القراءات: 1083
القراءات: 1049
القراءات: 1065

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية