تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البحوث العلميةالزراعية

معاً على الطريق
الإثنين 2-4-2012
أنيسة عبود

الآن.. وفي ظل الحصار الاقتصادي الذي تفضل به علينا الأشقاء العرب.. من شدة محبتهم.. وأيضاً، في ظل العقوبات التي يمطروننا بها من كلّ حدب وصوب.. لا بد من شكر الدم العربي الذي لم يتحول إلى ماء بل تحول إلى وحل ونفط ورصاص..

وتحولنا نحن إلى مبدعين وخلاقين في كل مناحي حياتنا السورية لندرأ خطر الحاجة وذل الطلب (فرب ضارة نافعة).. مع أننا كسوريين مستعدون لأن نأكل التراب ولا نخضع..وهذا ما فعله الكثيرون من أهلنا وجيشنا العظيم..لقد أكلوا ورق الشجر وشربوا الثلوج في حصارهم ولم يستسلموا للهوان..‏

وبما أن سورية.. وعلى مرّ العقود الماضية كانت وما زالت معرّضة لكل أنواع الحصار بحكم نهجها القومي والسياسي وممانعتها للمشاريع الصهيونية الغربية، فإن أول ما خططت له ونجحت به هو العمل على تطوير البنية الزراعية وتحديثها ودعمها لتحقيق الاكتفاء الذاتي.... وبالتالي كان لابد من الالتفات إلى البحوث الزراعية.. فكانت (بقرار جمهوري) هيئة البحوث العلمية الزراعية مدعومة بكل وسائط ووسائل البحث العلمي المتطور مع تهيئة الكوادر البشرية من المهندسين الزراعيين ومن باقي الاختصاصات الضرورية لتطوير البحوث وبالتالي تطوير الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي.. وكان ذلك فعلاً في مجال الحبوب والقطن والزيتون والحمضيات والخضار والدواجن والبيض.. وهنا لابد من ذكر العديد من المقالات التي كتبتها ووجهت بعض اللوم للبحوث وذلك من شدة حرصي على هذه الهيئة التي أعمل بها منذ تخرجي في الجامعة.. فإذا انتقدتها أحيانا لتقصير بعض إدارييها فمن الضروري أن نذكر أهمية هذه الهيئة..وأهمية ما قدمته من بحوث في مجالات كثيرة وخاصة في مجال الحبوب والقطن والزيتون..ما أدى لتصدر سورية المراتب المتميزة عالميا وهذا ساعدنا على أن نواجه بقوة وثبات أزمة الحصار الاقتصادي الغذائي من الأعراب الحريصين على الشعب السوري.. حيث تجلى حرصهم بمحاولة تجويعنا..وقتلنا وتدمير بلادنا.. لكننا صامدون، وسنبقى، فنحن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع. ولا خوف علينا..وقد عبر كيسنجر في آخر مقابلاته في جريدة نيوركر عن دهشته من الاكتفاء الذاتي وعظمة البنية التحتية في سورية مع أنها تعاني الجفاف وقلة الثروات الأحفورية من نفط ومعادن وغيرها، إلا أن الدولة أسست لبنية تحتية قوية فبنت المصانع والجامعات والمؤسسات.. وحققت مجانية التعليم والصحة وازدهار البلاد.‏

نعم نحن مكتفون..لدينا الدواء والماء والخبز والكرامة والتآخي والعزة والشعب العظيم، لا نحتاج العطر الفرنسي ولا الجينز الأميركي ولا سلع أردوغان.‏

ولكن. وبما أنه (في الليلة الظلماء يفتقد البدر). فلا بد من التذكير بأهمية البحث العلمي في كل المجالات..حتى في المجال السياسي والإعلامي. لأن تطور الدول يقاس بتطور أبحاثها العلمية الجادة والتي تنطلق من مصلحة البلد ومشكلات البلد لإيجاد الحل المناسب.‏

بالتأكيد هناك صعوبات.. وهناك متطلبات مادية كبيرة للبحث.. ولكن علينا الاستمرار على الرغم من كل الظروف.. وهذا ما قامت به البحوث العلمية الزراعية على يد المخلصين من كوادرها.‏

إن بحوث القطن والقمح والخضار والزيتون مفخرة للبلاد. كما أنها سلاح من أسلحة المقاومة للمشروع الصهيوعربي أميركي..‏

.. لقد أضاءت الأزمة التي نمر بها على جوانب كثيرة كنا قد أهملناها.وعلينا الالتفات إليها منها تشجيع المنتج المحلي واحترام إبداعات الشعب السوري في كل المجالات وخاصة الزراعة التي تحتاج إلى صناعة مترافقة وإلى أسواق خارجية تؤمنها الدولة بعيدا» عن السماسرة والوسطاء..وربما أشد ما يحتاج إليه المزارع الآن هو إيجاد الأسواق والبحث عن عبوات لا تهدر ماله ولا تلوث أرضه..ولعل البحوث الزراعية قادرة عبر البحث العلمي والميداني على إيجاد البديل العملي لعبوات تستخدم لأكثر من مرة ولا تكون سبيلا» لزيادة مصانع البلاستيك وزيادة تلوث البيئة.‏

إن بلدنا عزيزة ولو جارت.. وشعبنا خلاق ولو تكالبت عليه الخطوب.. والأزمات تظهر معدن الشعوب.. وشعبنا العظيم يحتاج القليل ليقدم الكثير لهذا الوطن.. لذلك شكراً لكل من يزرع القمح والحب والتضحية.. شكراً للصابرين على الضر والحصار رافضين أن نتحول إلى متسولين على أبواب الدول التي تقتلنا.. ولنتذكر أننا نحن كنا من نجير الملهوف والآن يريدوننا أن نتحول إلى لاجئين.؟‏

(لا نامت أعين الجبناء).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 634
القراءات: 741
القراءات: 688
القراءات: 641
القراءات: 660
القراءات: 608
القراءات: 627
القراءات: 824
القراءات: 874
القراءات: 713
القراءات: 688
القراءات: 711
القراءات: 710
القراءات: 802
القراءات: 706
القراءات: 707
القراءات: 693
القراءات: 776
القراءات: 686
القراءات: 834
القراءات: 696
القراءات: 745
القراءات: 835
القراءات: 913
القراءات: 708

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية