لدرجة أن بعضا منهم جعل حول نفسه شرنقة من الخوف واليأس الذي يجتهد كثيراً لنقله لمن حوله، والأكثر غرابة أن قراءة الأحداث لا تزال تحتل لديهم مراتب متأخرة كثيراً فتراهم قلقين بائسين يائسين، لا حول لهم ولا قوة، وكأن ما يواجهونه شيئا من القدر دون أن يلحظوا أن الواقع يقدم الصور والبراهين التي تبعث على الثقة والخروج مما نحن فيه قياساً لصمود شعبنا وبطولات جيشنا وتضحيات الناس، ونظرتهم المتفائلة الواثقة بالنصر ثقتها باستمرار الحياة.
هؤلاء توقف الزمن لديهم، فتراهم يخاطبونك بالقول الأولوية للخروج مما نحن فيه وبعدها نبدأ وضع الاستراتيجيات والخطط للمرحلة القادمة!!
هذا المنطق المرفوض يعطل الكثير من طموح الناس الذين تراهم متأكدين تماماً أن الشمس تشرق كل صباح، وربما يلقي بظلال سلبية على من لا تزال لديه الصورة الكاملة لما يجري تعاني قدرا معينا من التشويش لكنها بالتأكيد لن توقف عجلة الحياة فالشمس ستشرق حتماً وهذا محور الحديث فالمهزومون الخائفون الخانعون، لا مكان لهم بيننا، ولا منطلق لأفكارهم المحبطة ولا قدرة لديها على التسرب إلى طموحاتنا المشروعة، فنحن شعب لن ترهبه التضحيات مهما ارتفع ثمنها، شعب يحب الحياة ويعشقها بكل جوارحه فهو يستحقها بالتأكيد.
تعالوا معاً نعيد عرض الصورة، حتى تتضح معالم الرؤيا الصحيحة، تعالوا نتابع معا بكل مسؤولية عطاءات أبناء الوطن وصلابتهم في مواجهة ما تمر به البلاد.
تعالوا نقرأ وجوه بواسل جيشنا في ساحات الشرف والكرامة الوطنية، تعالوا نحفظ كلماتهم نتعلم من إصرارهم، ونتخذ من صمودهم وبسالتهم وتضحياتهم الغالية زوادة عامرة لمستقبل الوطن.
تعالوا نتطلع لوجوه عمالنا الميامين، الشرفاء في مواقع العمل، الساهرون حيث ينام اليائسون الخانعون، تعالوا نترجم صمودهم صوراً نقوّي من خلالها عوامل صمودنا، تعالوا نتعلم من إصرارهم على متابعة العمل في مختلف الظروف الخطرة، وفي مواجهة الاستهداف المباشر، هؤلاء الذين نثق بصبرهم وصمودهم، ونتعلم منهم أن الحياة وقفة كرامة وكبرياء وطني، وأن الحياة موقف واضح نحدد فيه انتماءنا للوطن ونرسم خططنا المستقبلية على مستقبل يتوّجه الانتصار لسورية المتوجة بالكبرياء.
للعاملين في مختلف قطاعات الوطن، الساهرين من أجل أن تستمر عجلة الإنتاج بالدوران إلى الأمام الذين يواجهون رصاص القتلة بالمزيد من الصبر والإصرار، لعمال الكهرباء والصحة، لرجال الإطفاء والدفاع المدني والوطني، للمتطوعين في مراكز الإغاثة والإيواء، حيث وجدت، لعمال النظافة، لعمال الطرق والجسور والخدمات، للعاملين في قطاع النفط والمشتقات النفطية، لعمال المخابز والمطاحن والحبوب حيث وجدوا، لزملائنا في قطاع الإعلام الوطني، وغيرهم الكثير ممن لم تتسع القائمة لتعدادهم.. لهم جميعا التحية والامتنان فبمثل صمودهم نزداد صمودا، وبتضحياتهم يصبح للنصر طعم خاص.. هذا هو منطقهم فأين هو منطق اليائسين؟
bashar.hajali@gmail.com