فإلى أي حد ينفصل رأي الصحفي في موضوع ذي صبغة عامة عن مشاعر وآراء الآخرين حين نتلمسها بأشكال عديدة? ليس الحديث في وارد الدفاع بالمطلق, لكن لا نعتقد أن هناك مشكلة تؤثر سلباً في عدد كبير من الناس يمكن أن يتجرد فيها الصحفي, وبالمطلق أيضاً, عن مشاعره باعتبار انتمائه للناس الذين يتحدث عنهم..
والاستفزاز الذي نشير إليه يأتي في سياق الردود الرسمية حين يقولون لك باسم المواطنين (نحن تلمسنا مدى الراحة التي يشعر بها الاخوة المواطنون) .. وطبعاً يأتي ذلك في معرض دفاعهم عن القرارات التي يتخذونها, فهل استند المسؤولون اياهم على إحصائيات معينة ساعدتهم في الوصول إلى هذه النتيجة أم أنهم استندوا إلى الآراء التي يتهمون الصحفي في اللجوء إليها ?
المسألة التي يتجاهلها البعض هي أن الصحفي بمثابة جسر تواصل ضروري في العلاقة بين المواطن والمسؤول وصوت (يأمل) بالوصول إلى أسماع أصحاب الشأن بغية إصلاح مواطن الخلل حين يظهر هنا أو هناك. وبالتالي عندما يتحدث الصحفي عن مشكلة يعرفها ويعيشها مع الناس فهو يعبر عن رأي من ضمن مجموعة من آراء الناس فهو يقوم بواجبه كما نظن وليس غايته المناكفة والنكد كما قد يشعر أحدهم ..