وها هو اليوم- قد تناسى أن مهمة كوفي أنان قد باركها البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي الذي تشكل فرنسا أحد أعضائه الدائمين- ليطلب أن يحكم من يسمون أنفسهم «أصدقاء سورية» باسم الأسرة الدولية على تنفيذ مقترحات أنان وخطته من قبل الحكومة السورية.. ما دفع الخارجية الروسية للاستغراب والاستهجان من هذه التصريحات التي تعتبر تدخلاً في عمل مجلس الأمن الدولي الذي لا يحق لأي منظمة أو تكتل أن يأخذ دوره وهو المخول حصراً بالاطلاع على عمل المبعوث الخاص بصورة منتظمة ومعرفة حقيقية سير مهمته بشكل شخص وإلى معلوماته وتقويماته..
فلا أعداء سورية ولا سواهم باستطاعتهم الحكم على مهمة أنان ومدى تقدمها وهم المحكومون بما في مخيلاتهم وعقولهم وبما تبثه فبركات وسائل الإعلام المجندة لتضليل الحقيقة على الأرض السورية خصوصاً مع انكشاف الحقائق والوقائع والتي تشير إلى أن نهاية الإرهابيين تلوح في الأفق بعد أن جعلوا من أنفسهم وقوداً لحرب أسعرها الغرب وبعض العرب الساعين لتدمير سورية وتفتيت قوتها وعزتها وصلابة موقفها في وجه التحديات والتآمر.
ونعتقد أنه آن الأوان كي يصمت أولئك المتشدقون ويكفوا عن نعيقهم خارج السرب وليتركوا فسحة من الأمل لجهود مجلس الأمن الدولي ومبعوثه الذي أكد أن سورية تتجاوب معه وتفتح الطريق وتمهدها لمسيرة الحوار وإعادة الأمور إلى حيث يسود معها الأمن والأمان في ربوع سورية..