تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظــــار الحلقـــة الأخيــرة

معاً على الطريق
الأربعاء 15-7-2015
أنيسة عبود

يرتب شهر رمضان حقائب الرحيل والحزن يملأ روحه على الشعب السوري الجريح.

وترتب الدراما السورية آخر الحلقات من مسلسلات رمضانية احتلت الشاشات السورية والعربية.. وكانت السبّاقة كالعادة. وصدر البيت لها بالتأكيد .. وهذا إنجاز كبير للإبداع الفني السوري على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية الحبيبة.. كما أنه إنجاز لوزارة الإعلام ولمؤسسة الإنتاج الدرامي وللفنانين السوريين الذين صوروا في البلد تحت قصف الخوف والدمار.. هكذا -نحن السوريين – نخرج من الرماد كما طائر الفينيق.‏

مسلسلات كثيرة أُنتجت وعُرضت لتكون رسالة للعالم بأننا صامدون، متفوقون ولن نعود إلى الوراء.. صحيح تفرقت الأصوات والحكايات.. وأدخلت عناصر عربية في مسلسلات سورية.. ولكن هذا لم يستطع أن يزيح السوريين من أماكنهم الأولى.. سواء في التمثيل أم الإخراج أم باقي المهارات الفنية التي تكمل العمل الدرامي. ولكن هناك بعض الملاحظات التي لا بد من سوقها في هذا المقال السريع عن الدراما الوطنية المقاومة. وحقيقة هي تستحق أن تسمى المقاومة – لأنها تعمل وتتقدم رغم كل المعوقات.. من هنا لا بد من تحية كل الذين حضروا على شاشة رمضان الكريم.. وربما أخص في البداية مسلسل (حرائر) الذي تابعه المواطن بشغف (نصاً وإخراجاً وتمثيلاً) وقد برع فيه الفنان (العملاق) أيمن زيدان الذي أضفى على –شخصية صبحي الدالاتي- الكثير من ألقه كممثل قدير استطاع أن يقنعنا بأن صبحي شخصية من لحم ودم وهي موجودة فعلاً وليس تمثيلاً.. وأعتقد بأن عمل (حرائر) جاء كرد علمي للمرأة السورية على مسلسل باب الحارة الذي قزّم المرأة وألبسها لباس الإعاقة والرضوخ للرجل وكأنها نعجة تُباع وتُشترى.. وقد اعترضت في مقال سابق على دور المرأة وصورتها في الدراما السورية وخاصة (باب الحارة) الذي حاول تدارك ذلك في أجزاء أخرى ولكنه لم ينجح في إزاحة الصورة النمطية التي رسمها للمرأة السورية وخاصة الدمشقية التي لا تعرف من العالم الخارجي سوى ( تؤبرني ابن عمّي.. وعلى راسي ).‏

وإذا كان مسلسل (حرائر) قد ركز على بعض الأسماء النسائية البارزة التي ساهمت وناضلت من أجل حرية المرأة وتعليمها فهو لم يزخرف الواقع بخيالات أدبية. بل صور أيضاً بعض الشرائح النسوية التي سادت وكانت تعاني من تقاليد ذكورية متسلطة لاغية دور المرأة تماماً مثل فايزة –أم سعيد، وباقي شخصيات المسلسل. التي أدت أدوارها بجدارة ونجومية.‏

وإذا كان (حرائر) يحكي عن زمن بعيد وتاريخ مملوء بالوجع، فهو يعكس الوجع الحالي لسورية وللهجمة الوحشية التي نعيشها الآن. لذلك لا أجده يبتعد كثيراً عن الواقع المرير الذي تجسد في مسلسل (بانتظار الياسمين) حيث تعددت الشخصيات والمواجع.. وتكررت مشاهد الألم لدرجة أننا عشنا واقعنا السوري مرتين.. مرة في الحقيقة، ومرة على الشاشة. مع أن الحقيقة فاتكة أكثر وجارحة أكثر.. ولأعترف.. لي ملاحظات كثيرة على هذا المسلسل الذي يضجّ بالأسماء الشهيرة من فنانينا الكبار. ولي بعض التحفظات حول ثوب الآلام الذي أُلبس للشخصيات.. فكان الثوب ضيقاً مرة، ومرة كان فضفاضاً وأحياناً لم تكن ألوانه تناسب الواقع .. مثل شخصية غسان مسعود.. وشخصية أيمن رضا.. إذ توجد بعض الحلقات المفقودة التي تربط الحدث والتي تجعلنا نقتنع أن ما نراه هو الواقع وليس تمثيلاً لهذا الواقع.. وهنا لن أخوض في التفاصيل.. لكن هذا لا يقلل من أهمية العمل ولا من الجهد الكبير المبذول فيه.‏

طبعاً.. لابد من التعريج على بعض المسلسلات التي استطعت مشاهدة بعض حلقاتها بسبب انقطاع تيار الكهرباء. مثل (امرأة من رماد) وهذا المسلسل مثير للجدل في ظروفنا الحالية وخاصة شخصية المقدم العاشق الذي لا عمل له (وهو في طور النقاهة) سوى الاستماع إلى هلوسات البطلة جهاد –الذي تلعبه القديرة سوزان نجم الدين . وبما أني لم أشاهد كل الحلقات.. والمسلسلا ت لم تضع نهاياتها بعد لن أستطيع أن أحكم حكماً مبرماً على هذه الأعمال الجادة والمنشغلة بهموم الوطن وعذابات المواطن السوري.. ويكفي أن يستمر مبدعونا ونجومنا في العطاء وفي الحضور والتحدي وإثبات الهوية السورية لنحيي ونرفع القبعة لكل الأعمال التي قُدمت في شهر رمضان المبارك ولنقول: شكراً لكل هذه الأعمال التي ننتظر نهاياتها لنكون منصفين فعلاً.. مع الأمل بإنجازات جديدة تقدر على حمل الدم السوري والابتعاد عن التكرار وعن المبالغات التي تبسّط العمل وتثقل عليه.. لكن يكفي أننا نعمل.. ويكفي أن شاشتنا هي الأولى أبداً وكل عام وأنتم بخير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 690
القراءات: 821
القراءات: 735
القراءات: 698
القراءات: 735
القراءات: 659
القراءات: 683
القراءات: 882
القراءات: 929
القراءات: 762
القراءات: 736
القراءات: 776
القراءات: 763
القراءات: 859
القراءات: 758
القراءات: 752
القراءات: 741
القراءات: 825
القراءات: 735
القراءات: 885
القراءات: 744
القراءات: 791
القراءات: 878
القراءات: 960
القراءات: 764

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية