| اعترافات رايس المبكرة البقعة الساخنة اعترافات كولن باول ودونالد رامسفيلد وغالبية أعضاء فريق بوش من المحافظين الجدد ممن استقالوا أو جرى دفعهم إلى الاستقالة نموذج حي مازال ماثلاً وحاضراً في الأذهان, وتضيف وزيرة الخارجية الأميركية اليوم باعترافاتها الجديدة والمبكرة شاهداً آخر يكشف أخطاء إداراتها في السياسة وفي نمط تعاطيها مع العديد من القضايا الدولية. تقول رايس في مقال مطول نشرته مجلة فورن أفيرز:» لقد قامت سياستنا على محاربة الإرهاب دون معالجة أسبابه, وهو ما فاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وجعلها أسوأ مما كانت عليه في السابق سواء في لبنان أم في العراق وفلسطين«. وتضيف:» خياراتنا الحالية صعبة ويجب ألا نغرق في الرومانسية حيث يغيب التوازن والعدالة«. بهذا الاعتراف, ربما تكون رايس قدمت مبكراً أهم الحقائق التي تؤكد فشل إدارة بوش ومشروعها في المنطقة, وأسقطت مرة واحدة شعارات السياسة الأميركية, ونسفت خطابات رئيسها المكرورة , وأقرت بما كان يتوجب على واشنطن القيام به منذ اللحظة الأولى التي أعقبت أحداث أيلول 2001 . لم تكتف رايس بذلك وإنما أقرت بحقائق أخرى تتصل بعدم جدوى العمل على فرض الديمقراطية من الخارج, وبمفهوم حماية المصالح وآلياته وغيره من القضايا المطروحة, وقد يكون التساؤل الذي طرحته حول المصلحة الوطنية الأميركية وضرورة معرفة أين تقف بلادها وإلى أين هي ذاهبة التساؤل الأهم الذي كان ينبغي أيضاً أن يطرح قبل الخوض في كل مغامرات بوش العبثية والكارثية . كان من الممكن تجنيب الولايات المتحدة والمنطقة والعالم شرور مغامرات الإدارة الأميركية لو استمعت رايس وسيدها للنصائح الدولية, ذلك أنه يمكن في استحضار للذاكرة التوقف عند التعاطف الدولي مع الولايات المتحدة بعد أحداث أيلول, وعن الدعوات التي تم توجيهها لها, وكانت سورية من أوائل الدول التي دعت إلى ضرورة التصدي للإرهاب وظاهرته عبر معالجة أسباب نشوئه , تماماً كما عبرت غير مرة عن قناعتها بأن الديمقراطية فعل سياسي وحضاري تمارسه الشعوب بخصوصية ولايمكن بحال من الأحوال تعليبها أو تصديرها أو فرضها على الآخرين بالقوة ومن الخارج .
|
|