تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اعترافات رايس المبكرة

البقعة الساخنة
الأحد 22/6/2008
علي نصر الله

غريبة هي أطوار المسؤولين الأميركيين الحاليين في إدارة بوش والسابقين في الإدارات الأخرى, ويكاد يجمعهم التضليل كقاسم مشترك في سياستهم الخارجية وبنائهاسعياً لترويج قضية أو عدوان أو إجراء أحادي الجانب ضد هذا البلد أو ذاك , لتتوالى اعترافاتهم بالخطأ والفشل بعد مغادرة مواقعهم, وأحياناً الاعتراف بالنوايا السيئة التي كانت تبيت وتبطن بالشعارات الزائفة.

اعترافات كولن باول ودونالد رامسفيلد وغالبية أعضاء فريق بوش من المحافظين الجدد ممن استقالوا أو جرى دفعهم إلى الاستقالة نموذج حي مازال ماثلاً وحاضراً في الأذهان, وتضيف وزيرة الخارجية الأميركية اليوم باعترافاتها الجديدة والمبكرة شاهداً آخر يكشف أخطاء إداراتها في السياسة وفي نمط تعاطيها مع العديد من القضايا الدولية.‏

تقول رايس في مقال مطول نشرته مجلة فورن أفيرز:» لقد قامت سياستنا على محاربة الإرهاب دون معالجة أسبابه, وهو ما فاقم الأوضاع في الشرق الأوسط وجعلها أسوأ مما كانت عليه في السابق سواء في لبنان أم في العراق وفلسطين«.‏

وتضيف:» خياراتنا الحالية صعبة ويجب ألا نغرق في الرومانسية حيث يغيب التوازن والعدالة«.‏

بهذا الاعتراف, ربما تكون رايس قدمت مبكراً أهم الحقائق التي تؤكد فشل إدارة بوش ومشروعها في المنطقة, وأسقطت مرة واحدة شعارات السياسة الأميركية, ونسفت خطابات رئيسها المكرورة , وأقرت بما كان يتوجب على واشنطن القيام به منذ اللحظة الأولى التي أعقبت أحداث أيلول 2001 .‏

لم تكتف رايس بذلك وإنما أقرت بحقائق أخرى تتصل بعدم جدوى العمل على فرض الديمقراطية من الخارج, وبمفهوم حماية المصالح وآلياته وغيره من القضايا المطروحة, وقد يكون التساؤل الذي طرحته حول المصلحة الوطنية الأميركية وضرورة معرفة أين تقف بلادها وإلى أين هي ذاهبة التساؤل الأهم الذي كان ينبغي أيضاً أن يطرح قبل الخوض في كل مغامرات بوش العبثية والكارثية .‏

كان من الممكن تجنيب الولايات المتحدة والمنطقة والعالم شرور مغامرات الإدارة الأميركية لو استمعت رايس وسيدها للنصائح الدولية, ذلك أنه يمكن في استحضار للذاكرة التوقف عند التعاطف الدولي مع الولايات المتحدة بعد أحداث أيلول, وعن الدعوات التي تم توجيهها لها, وكانت سورية من أوائل الدول التي دعت إلى ضرورة التصدي للإرهاب وظاهرته عبر معالجة أسباب نشوئه , تماماً كما عبرت غير مرة عن قناعتها بأن الديمقراطية فعل سياسي وحضاري تمارسه الشعوب بخصوصية ولايمكن بحال من الأحوال تعليبها أو تصديرها أو فرضها على الآخرين بالقوة ومن الخارج .‏

تعليقات الزوار

عمر صيداوي- بكل فخر مواطن سوري |  omar_sidawi@online.de | 22/06/2008 14:18

جاءت اعترافاتها متأخرة وهي تشير الى العار وانعدام الشرف لدى الذين يلجأون الى الغش أمثالها وأمثال سيدها راعي البقر وسيد الارهاب!!!

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12373
القراءات: 1654
القراءات: 1308
القراءات: 1475
القراءات: 1429
القراءات: 1252
القراءات: 1488
القراءات: 1360
القراءات: 1472
القراءات: 1558
القراءات: 1565
القراءات: 1631
القراءات: 1900
القراءات: 1274
القراءات: 1349
القراءات: 1294
القراءات: 1665
القراءات: 1478
القراءات: 1432
القراءات: 1515
القراءات: 1471
القراءات: 1496
القراءات: 1468
القراءات: 1780
القراءات: 1480
القراءات: 1357

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية