قد يستحق الفنان هذا التعامل وقد يكون دونه, لكن في مطلق الأحوال أصبح وجود الفنانين على الفضائيات يعتبر مكسبا لأي برنامج حيث بتنا نرى أهم البرامج قائمة على أساس وجودهم, ويصرف لتلك البرامج مبالغ كبيرة غالبا ما تذهب أجور الفنانين الضيوف, وقد يخصص لها ميزانيات مفتوحة وهو ما رأيناه في برنامج العراب الذي استضاف أهم نجوم العالم العربي وهم يطلبون مبالغ خيالية جراء وجودهم في اللقاءات التلفزيونية ومع ذلك كان البرنامج لا يكتفي بنجم بل بنجمين.
هؤلاء النجوم الذين هم قدوة لجيل بأكمله نادرا ما رأينا أياً منهم يتصرف على سجيته ,اذ أنهم يرتدون القناع تلو الآخر إلى أن نصل إلى نهاية الحلقة ونحن نكاد لا نعرف من هو الضيف الذي أمامنا.
لماذا يخاف الفنان من تعرية ذاته ومن كشف نفسه أمام المشاهد,ولماذا يعتبرون أنهم إن وضعوا أقنعة فهم يصبحون أشخاصا أفضل هذا ما لا ندركه,ومن قال لهم إن حقيقتهم غير مقنعة?
عندما تتابع لقاء مع فنان غربي نراه يتعامل مع اللقاء بمنطق لا يحاول أن يمثل, يطرح أفكارا جديدة تنبئ عن شخصيات عاشت الحياة وخبرتها جيدا ومستعدة للكشف عن الوجه المهني وعن الخبرة التي اكتسبتها,وعن التجارب التي خاضتها مهما كانت قسوتها,وكأنها توفي دينا برقبتها للناس الذي قدورها فأوصلوها للمجد الذي تعيشه,على العكس من فنانينا الذين يعتبرون أن الناس أوصلوهم ولا يمكن ان يقتربوا منهم..