فالمحكمة »العصا« التي يلوحون بها في وجه كل من يخالف الادارة السياسية الامريكية لم يقف أمام عدالتها أي من مجرمي الحرب الفعليين الذين اشعلوا حروباً تشيب لها الولدان , سواء في العراق او فلسطين و افغانستان و الصومال حتى السودان »دارفور«, بل على العكس مَنْ ارتكب ابشع المجازر في تلك البلدان ينصب نفسه مدعيا و قاضيا بينما سفاحوه يسرحون و يمرحون طلقاء .بالامس المحكمة العرفية في كاليفورنيا الامريكية برأت السفاح السادس من بين الثمانية الذين ارتكبوا مجزرة حديثة في العراق 2005 و قتلوا فيها عشرات الاطفال و النساء و الشيوخ بدم بارد , حيث لم تنفعهم توسلاتهم لتلك السفاحين حسب اصدقاء شهود لهم .
..يتحدثون عن العدالة !! و يتناسى مجرمو البيت الابيض و من لف لفيفهم مجازر دير ياسين و كفر قاسم وغزة.. يتحدثون عن العدالة !!و كأن غوانتانامو و ابو غريب و باغرام من صنيع السودانيين و الفلسطينيين و العراقيين و الافغان ..يتحدثون عن العدالة !! و تناسوا الدم في العراق الذي اغرق شعبه و كأن ذاك الدم دم قرابين الازدهار العراقي و حلول الديمقراطية .. يتذرعون بالعدالة وهم ابعد ما يكون عنها.
ان القاصي و الداني و الجاهل بأمور السياسة يدرك ان تلك الضغوط ليست إلا لتمزيق السودان و ضرب العيش المشترك بين اهله , و لسلبه ارضه و سيادته و كرامته .
قد يبرر البعض لاوروباو امريكا تلك الاساليب من باب بحثهما عن مصالحهما أنى و كيفما كان .. و لكن ليس مبرراً للعرب ان يبقوا في صفوف المتفرجين و كأن الامر لا يعنيهم .
بالامس كانت فلسطين و العراق و الصومال و اليوم السودان .. و غدا ربما هذا البلد أو ذاك , فتنبهوا و استفيقوا أيها العرب ..!!