فدول شرق آسيا وإن كانت حققت قفزات نوعية خلال السنوات الاخيرة في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا إلا انها لاتزال تُعتبر و تعتبر نفسها من الدول النامية وبالتالي تقترب في رؤاها وتعاملها من دول الشرق الأوسط ومنها سورية, ولم تتضخم بعد عندها عقدة الفوقية التي تعاني منها كثير من الدول الغربية التي تصنف في المرتبة الاولى في كل المجالات .
من هذا المنطلق فإن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى الهند تكتسب اهمية خاصة لجهة الاطلاع على التجربة الهندية في مجال التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات الهندية في مجال المعلومات والاتصالات بالإضافة الى تبادل الخبرات التي تفتح آفاقاً رحبة وواسعة للتعاون بين البلدين وتؤسس لعلاقات متنامية ومتينة اقتصادية وسياسية وثقافية وتهيئ لدور هندي اكثر فاعلية في عملية السلام في المنطقة.
ولاشك ان المباحثات المثمرة التي اجراها السيد الرئيس مع المسؤولين الهنود والاتفاقيات وبروتوكولات التعاون التي تم التوقيع عليها بين الجانبين سوف تظهر بوادرها قريبا وستنعكس نتائجها الايجابية على البلدين الصديقين. لابد من القول ان احد أهم نتائج هذه الزيارة انها جددت الروابط الثقافية والسياسية والتاريخية الضاربة في القدم بين الهند وسورية وهذا ما اكده الرئيس الأسد وشدد عليه كبار المسؤولين الهنود في مقدمتهم الرئيسة براتي بها باتيل التي قالت ان سورية والهند تمثلان حضارتين قديمتين وتتحملان مسؤوليات جسيمة في منطقتهما وعلى المستوى العالمي .