| طبول الحرب .. وثقافة السلام الافتتاحية لكن الظروف مازالت صعبة .. وما زالت قوى الخير والسلام والعمل الجاد في العالم تعوّل على الحضور السياسي السوري, لاسيما بوضعه الراهن, وهو يمثل الحضور العربي من خلال رئاسة سورية للقمة, لتوسيع تلك الانفراجات ,ودفعها قدماً في طريق انتاج آثارها المأمولة.مما يعطي الوضع العام في المنطقة والعالم ثقة متزايدة بأهمية الدور السوري على مختلف محاور العمل, من أجل السلام الذي يقوم على إنهاء العنف والاحتلال والاستيطان. التوجه الذي ترسمه حركة السيد الرئيس بشار الأسد, يظهر خطة سياسية طموحة على محور العمل العربي المشترك, انطلاقاً من هذا المحور, حاملاً القضية العربية إلى محيط العالم, متيحاً عبر البوابة السورية التواصل العالمي مع الوطن العربي. لقد رسمت الزيارات التي قام بها السيد الرئيس خلال هذا الشهر, والتي بدأت من الخليج العربي, مروراً بشمال أفريقيا العربي, وكانت محطته الثالثة الهند .. بما تعنيه الهند من ثقل في العالم, لاسيما في مجموعة عدم الانحياز ..أي مجموعة رفض الهيمنة .. رسمت هذه الزيارات تصوراً لما يدور في الذهن السياسي السوري من رغبة وإرادة في منح أوراق تعطي العالم فرصاً أوسع للتحاور ...للسلام ... للعمل والبناء. العالم يحتاج الحوار .. يحتاج البناء .. يحتاج الغذاء .. يحتاج الدواء .. ولا يحتاج الحروب والتهديد بها, واستخدامها سيفاً مسلطاً على منطق السياسة والعدالة, والعمل السلمي لإسعاد البشرية.. إمكانات العالم من أجل تحقيق ذلك غير محدودة,ولايمكن أن تنضب , لكن يمكن لمغامرة العقل العسكري الحربي أن يهدرها ويبددها دون حذر. لذلك ..حيث تقرع طبول الحرب في مواقع شتى, وتهدد عقول التدمير الدول والشعوب, تمتد يد أخرى إلى محيط العالم تصافح, تحاور, تعقد الاتفاقات للتعاون والعمل المشترك, لإنتاج الغذاء والدواء وإقامة فرص الحياة الأفضل للبشرية. ليس لسورية امكانية الدول العظمى.. لكن للدور السوري إمكانية التعاون المحفز مع قوى في العالم, هي بمجملها .. بتعاونها وبتكاتفها, تشكل دون ريب قوة عظمى. الهند والعرب حيث فتحت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد بابين متقابلين.. يشكلان قوى قوية بموازين الخير,وغرضنا هو الخير لاقوة التدمير والتخريب. هذا العقل السياسي, بإرادة التحرك, بالخطى الواثقة المتألقة الهادئة, للتفاعل بين الدول والشعوب.. عربياً وعالمياً .. هو الجواب الأبلغ على أصوات التهديد,وأبواق المناورات عبر المتوسط.. والذين توقعوا وانتظروا ان يحبط كل مايمثله الموقف السوري من آفاق المقاومة والسلام واحترام إرادة الشعوب.. والعمل لتأمين حاجات البشرية, لابد انهم يعرفون الآن أن هذه الآفاق سائرة في طريق التقدم والنجاح.. وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد للهند هي إحدى صور هذا النجاح. والمسألة ليست تحالفات وتضافر قوى في مواجهة أخرى أبداً.. زيارة الهند,قدمت صورة أخرى للعلاقات الدولية, فكلا الدولتين رأت في الزيارة فرصة لزيادة تفاعلها مع العالم ,وليس للاستغناء بالأخرى عن هذا العالم, أو اي قوى فيه.. وهذا ما أوضحته الرؤية السورية من حيث إن الدور الهندي المنتظر ليس دوراً بديلاً عن أطراف أخرى في العالم, لكنه يعزز مواقف قوى الخير والسلام فيه. نستطيع أن نتفاءل من حيث إن كل الظروف السائدة, مواتية لسورية لاستمرار حركتها عربياً وعالمياً ,لرسم طريق آخر في المنطقة والعالم غير طريق الحروب والتهديد والوعيد والضغوط والعقوبات والمحاسبات.. رغم ضجيج المناورات وآلة الحرب وهمجيتها. .فهذا الصوت الهادىء المؤمن المتألق .. يستقطب سمع قوى في العالم,هي لو فعلت عظيمة..
|
|