اليوم قد لايتفاجأ الكثيرون منا بتلك الدراسة البريطانية التي تقول بأن نصف الغذاء المنتج في العالم ينتهي مصيره في مكبّات القمامة، حيث وجدت أن بين1,2-2مليار من اجمالي 4 مليار طن من الإنتاج العالمي للغذاءلايتم الاستفادة منه، و يصبح غير مناسب للاستهلاك بسبب «عدم كفاية البنية التحتية الخاصة بالحفظ و التخزين، فضلا عن سوء استعمال متاجر التجزئة وسلوك المستهلك».
المستهلك، حجر الزاوية في هذا البناء،يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية لتبذيره, فهو يبذر لأنه يستسهل الحصول على السلع, كما ان «مديري المبيعات» العباقرة حوّلوه إلى ماكينة استهلاك من خلال تعزيزالافراط الاستهلاكي لديه.
هل يعني ماتقدم أن ثمة من يعبث بالإنتاج الغذائي العالمي للتحكم في الأسعار على غرار ما يتداوله الجميع من أن بعض الدول تلقي ببعض إنتاجها في البحر وصولاً إلى سعر يرضيها؟.
أنا أؤمن كثيرا بهذا المذهب ، فحينما أغريك كمستهلك بشراء علبتي «تونة» لتحصل على الثالثة مجانا,فانا أجعل منك, أوالأصح الحوت الكبير( المنتِج) يجعلك مستلبا لبضاعته أولا, ويجعلك لاحقاً لتكون مبذراً، والبشرية تقف فاغرة فاها أمام هذين التناقضين،شخص لايجد ما يأكله, وآخر يأكل يستحوذ على كميات تفيض عن حاجته، فينتهي الفائض في النفايات، وهو ماتؤكده أرقام بريطانية تفضح ان هؤلاء الانكليز يهدرون سبعة ملايين طن من المواد الغذائية سنويا،قيمتها نحو 10 مليارات جنيه استرليني. وبالنتيجة فإن استخدام التكنولوجيا في الزراعة مهمة لملء أفواه 3 مليارات شخص يحتاجون للإطعام بحلول نهاية هذا القرن. لكن الأهم تغيير ثقافة أولئك المبذرين.