ومرة أخرى لمجموعة (الايكواس) الافريقية لمساعدتها وانقاذها مما هي فيه واخراج قواتها من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيه.
ولعل أفضل تعليق حول هذه الورطة ما كتبته مجلة «تايم» الأميركية التي قالت إن الأشباح الأفغانية تطاردالتدخل الفرنسي العسكري في مالي في اشارة إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها باريس في أفغانستان بعد أن ارتضت أن تكون تابعاً للولايات المتحدة واستراتيجياتها.
إذاً نحن أمام مأزق فرنسي جديد انتقل من آسيا وتحديداً من أفغانستان إلى افريقيا وإلى بلد تزيد مساحته بمقدار ضعفين عن مساحة فرنسا وهو (مالي) مع فارق الأجواء الصحراوية وتشابه العدو المفترض وهو (القاعدة).
المفارقة الصارخة أن حكومة باريس تزعم أن القضية ستحسم خلال أسابيع وستسحب قواتها من هناك دون أن تسأل نفسها كم مرة قالت للفرنسيين إن قضية الوجود الفرنسي في أفغانستان ستحسم خلال كذا وكذا وامتد الأمر إلى أكثر من عشر سنوات وحولت ومعها أميركا ذلك البلد إلى ساحة خراب تحكمه «الفوضى الخلاقة» وصراعات «أمراء الحرب» المتعطشين للسلطة والمال والنفوذ.
واليوم يستعد الفرنسيون والأميركيون للانسحاب من أفغانستان وترك شعبه فريسة للفوضى المذكورة فهل سنراهم يعيدون سيرتهم الأولى والعاشرة والمئة في مالي وأخيراً من هي ضحيتهم القادمة ؟!
ahmadh@ureach.com