فالإرهاب الذي استهدف جامعة حلب و هي تفترش موسم الحصاد العلمي ويعتلي منابرها كوادر وطلبة وموظفون ... ذنبهم أنهم أرادوا أن تستمر هذه الجامعة بدورها الطبيعي وأن يستمروا في العطاء رغم الظروف الاستثنائية القاسية.. وسيبقى هذا الارهاب لطخة سوداء أخرى في سجل العربان المجرمين الحافل بالسواد والحقد على الشعب السوري, أينما تواجد في الجامعة أم في المدرسة أم في أماكن العمل أم في الشارع ..
هي ليست المرة الأولى التي تتسلل فيها أذرع الوحش العربي المتصهين ومن لف لفيفه إلى الحرم الجامعي .. فلا ننسى كيف قتل بعض الطلبة على يد زملاء لهم بعد أن غسلت أدمغتهم بفتن الجاهلية في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق.
ولا هي الوسيلة الوحيدة التي سلكها أصحاب العقول المظلمة والتكفيرية لحرمان طلبة سورية من حقهم في متابعة تحصيلهم العلمي ...فأوراق الذاكرة ستبقى خضراء تشهد على عشرات المحاولات لبث الفتنة والانقسام بين صفوف الطلبة وعشرات الحوادث من سرقة وتدمير وتخريب لأماكن العلم والتعلم ليصبح الطريق مليئا بالمهالك أمام كل طالب علم في هذا الوطن.
لمن يريد الحق ويؤمن به... فالحق أن ذنب جامعاتنا ومعاهدنا ومؤسساتنا التعليمية أنها تحمل رسالة النور والمعرفة لكل الطلبة العرب وليس للطلبة السوريين فقط فاستمرت بإرادة صلبة في حمل رسالتها... فلم يكن شهداء جامعة حلب الجريحة يحملون سوى أقلامهم وبطاقات مرورهم إلى قاعات الامتحان ليرسموا بها ما تبقى من مستقبلهم الذي يحاول المتاجرون بالدم السوري هدره.
فأين المنظمات الإنسانية والدولية وأين حقوق العيش الكريم والتعلم التي ينافقون بها على منابرهم ...فهل سجلوا؟ كيف تعمل يد الإرهاب في سورية لدفن العلم والمعرفة وكيف حرم آلاف الطلبة السوريين من كافة المراحل التعليمية من الذهاب إلى مقاعد العلم ..أن كلمة الحق السورية وكل السوريين الشرفاء يرثون شهداء العلم الذين حصلوا على أعلى معدلات الشهادة من بداية الفصل الأول .. وسورية ستبقى منتصرة.