| خَطٌ على الورق... رسالة عامة جداً ثقافة أعلم صعوبة أن تصلك هذه الرسالة، ليس فقط لأنك قد تكونين من قراء صحيفة تشرين وليس الثورة!!، ولا لأنها مكتوبة بالعربية التي لا تجيدينها حتى وإن كنت تعلمت بعض الكلمات في الخليج العربي أو غيره فتلك ليست عربية سليمة.. كل ذلك لا يمنع أن يصلك طيف مما أريد قوله، إنما المشكلة في أنك لن تريدي سماعه!! المشكلة أنك لا تريدين أن ترينا فكيف أن تسمعينا. المهم.. ومهما كان مصير كلماتي هذه سأقول صادقاً: ليس في تاريخنا الحديث والمعاصر.. ولا في كل تاريخنا ما يجعلني أصدق أنكم أصدقاء سورية.. وأنا أعرف تماماً أن جوقة اسطنبول بعد تونس، لكم فيها دور المشجع الساخر.. ولو كنتم المعد والمخرج لجاء عمل الجوقة أفضل وأكثر إقناعاً.. أو على الأقل أكثر تماسكاً وحيطة.. لأن الجوقة انتهت إلى «السخرية» من الشعب السوري الذي لم يفوضكم باختيار كائن من كان، ليمثله..؟! فكيف بأن يكون الممثل الوحيد..؟! أرأيتِ يا سيدتي، هكذا تصل الأمور عندما تولى القيادة إلى حمد بن جاسم ونبيل بن «العربي» ورجب بن طيب بن أردوغان.. ورحم الله أمير الشعراء العرب أحمد شوقي «كان أميراً فعلياً للشعراء لم تختره الفضائيات ولا أندية الثقافة الخليجية» فيما كتبه حين تخيل الحمار يتزعم الغابة. على كل حال نحن لا نبكي صداقتكم التي لم تكن يوماً.. وسأقول لكِ ببساطة لماذا.. نحن العرب بكامل عددنا إن لم تكن النسبة 100% فهي لا تقل عن 99%، مكتوون من الجحيم الذي أوجده وجود إسرائيل في حياتنا.. متأثرون يومياً بعدوانها.. نطلب الرحمة لمواطنينا من غزة حتى جنوب السودان وجنوب لبنان وجنوب سورية.. بل من الشمال إلى الجنوب.. فماذا يساوي ذلك عندكم في حكاية المساواة والحيادية والبحث عن المستقبل ؟! على كل حال أنا أشهد لكم في هذا المجال بالصدق.. ليس لأنكم أصدقاؤنا، «أصدقاء سورية» بل لأنكم أصدقاء إسرائيل.. وأذكر لله والتاريخ أن الموظف في الخارجية الأميركية الذي التقيناه في مثل هذا الشهر من عام 1993 في مبنى الوزارة، لم يحتج ما أفاض به سائل متسائل عربي من شرح ليقنع موظفكم بأن الولايات المتحدة تنظر بمنظارين ولا تحايد.. قال الرجل بوضوح: نعم نحن لا نحايد ولا ننظر لكم بالعين نفسها التي ننظر فيها لإسرائيل..؟! كان الزمن مرصوداً لصنع سلام الشرق الأوسط برعايتكم.. وكان حكمكم «الحزب الديمقراطي وولاية كلينتون الأولى».. وكنتم وكنا نزرع آمال السلام.. لكن.. للأسف، لم يكن الصدق ما أحاط بهذه الرعاية التي ختمها الرئيس كلينتون بالقول: الكرة في مرمى سورية..؟! لكنه في مذكراته قال: لو وافقت إسرائيل لكان السلام؟!. في زيارتي تلك لبلادكم أصابني الذهول فعلاً من دولة بهذه العظمة.. وشعب بهذه الروح.. وتمنيت أن يكون لنا بعد طول عداء فرصة صداقة.. أخذت الأمور بالتردي والسبب إسرائيل.. أخذت معاناتنا تزداد من سياستكم والسبب إسرائيل.. أخذ كذبكم يزداد.. والسبب.. نحن ربما.. لكن خدمة لإسرائيل.. إلى أن وصلنا ما وصلناه.. من شطب للشعب السوري أو لمعظمه أو لبعضه كي لا أقصي كما أقصوا وأقصيتم.. نحن نختار من يمثلنا.. وليس غيرنا.. علمي هؤلاء المهرجين الصغار في جوقتكم إن كان لديكم وقت. as. abboud@gmail.com
|
|