الحكايات كثيرة عن مثل هذه المخالفات وحالات الغش اللامعقول حيث تبدأ ولاتنتهي.. ولعل آخرها مما سمعنا, ماضبطته إحدى الدوريات التموينية, أوما تسمى اليوم ( دوريات حماية المستهلك ) فقد ضبطت مطحنة لتحضير البن المخلوط بالشعير المحمص إلى درجة التفحم..! ونتيجة فحص العينة من هذا الشعير الذي كان مطحوناً تبين أنه قد تحول إلى مادة مضرة بالصحة العامة..!!
إن هذا التصرف المخزي, من شأنه أن يهدر من واردات الأسر فعلاً, فالأسرة التي تحتاج إلى نصف كيلو أو كيلو غرام من البن شهرياً, فقد تكون مستعدة لأن تدفع ثمنه من 250 - إلى 300 ليرة سورية تبعاً لنوعيته ولحجم المنكهات الطبيعية فيه كالهيل والمسكة وما إلى ذلك, أما أن تدفع ثمن كيلو غرام من الشعير بمبلغ يشتري لها إن أرادت / 16 / كيلوشعيراً تقريباً فهذا غير معقول, وهذا هدر لواردات الأسرة فعلاً.
من جانب آخر فإن هذه المادة المتفحمة التي كانت شعيراً تقول التقارير إنها مضرة بالصحة العامة, وهذا يعني أن من يتناول هذا البن ( الشعيري) فسيصير مهدداً بالمرض, وهذا يعني أنه يصير مرشحاً لأن يدفع تكاليف جديدة جراء تعاطي هذا الشعير.. الأمر الذي قد يفاجىء المتورط بشراب قهوة الشعير بأن موازنة أسرته قد اختلت بظرف مفاجىء لم يحسب له أي حساب.
الأنكى من ذلك كله, أن هذا الغش والاحتيال يجري في حلب التي تشتهر بخبرة بعض أبنائها العالية في تحضير البن والشاي والتوابل والبهارات, ولاسيما زعتر المائدة, الذي لم يسلم هو الآخر من غش الغشاشين, وكأنهم يريدون ضرب السمعة الطيبة لحلب بمثل هذه الصنعة.
لذلك.. فإن مناهضة هؤلاء واجب ليس فقط على دوريات حماية المستهلك, بل على جميع أبناء حلب العزيزة, كي يحافظوا على نفقات صحيحة.. وعلى تلك السمعة الطيبة أيضاً.
ali.gdeed@gmail.com