بعد أن نعرف هذا يمكن أن نتخيل ما هي النتائج التي ستخرج بها مؤسسات استطلاعات الرأي عندما تجري استطلاعاً عن القراءة بين النساء العربيات.. فلا شك أن النتائج ستكون من نوع المضحك المبكي.
فالمرأة العربية لا تقرأ ليس لأنها أمية أو لا تحب القراءة، بل لأن هناك اهتمامات أخرى تشغلها عن القراءة، و حتى المرأة العربية الموظفة ، تقع في مأزق الانشغال عن القراءة بتلك الاهتمامات، أو بتعبير أدق المهمات الملقاة على عاتق المرأة العربية.
فثقافة المطبخ هي التي تنظم العلاقة الحميمية بين الرجل و المرأة في الوطن العربي، وتتقدم ثقافة الطبخ على كل أنواع الثقافة والتفكير، و لا تجد المرأة العربية مناصاً من تنفيذ المثل القائل (المعدة أقرب الطرق إلى قلب الرجل) . كما أن فكرة( اللقمة الطيبة) في المنزل بعد نهار شاق من العمل تعشعش في عقل الرجل، و قلة من الرجال العرب يضعون الطبخ في آخر اهتماماتهم.
ذات مرة تحدثت إلي الفنانة منى واصف عن الظلم الواقع على المرأة العربية ، و عندما سألتها عن نوع الظلم الذي تقصده، قالت بأسى: لأنها تعيش في المطبخ أكثر مما تعيش في غرفة الجلوس، و حتى لو كانت المرأة موظفة فهي تعيش ذات الظلم، بل الظلم على الموظفة هنا أكبر.
يقولون: إذا عرف السبب بطل العجب، لذلك لا نفاجأ إذا طلعت علينا استطلاعات الرأي ذات يوم و أظهرت أن النساء العربيات هن الأقل قراءة بين نساء العالم، و إذا أخذنا بعين الاعتبار ارتفاع نسبة الأمية بين العربيات.. عندها سندرك مدى الكارثة التي و صلت إليها علاقة المرأة بالقراءة .