تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الضحية.. كقاتل

معاً على الطريق
الأحد 14-12-2008
ديانا جبور

ضمن فعاليات ورشة للقيادات النسائية في وسائط الإعلام العربية, نظمها التلفزيون الألماني, أمضينا يوما للاطلاع على أوضاع الجالية المسلمة في ألمانيا ولا سيما أوضاع النساء من بينها.

كان اليوم طويلا حافلا بمعطيات قد يبدو بعضها متناقضا للوهلة الأولى, ففي حين يندفع الإعلام هناك لرصد صورة المرأة الضحية ودعم قضاياها ومطالباتها تجده بالمقابل يتجاهل صورة المسلم المعتدل والمسالم ويفرد بسخاء أي مساحة أمام حكايات المتطرفين والمتعصبين.‏

ما يبدو للوهلة الأولى تناقضا لن يلبث أن يتكشف عن ثنائية متلازمة لعملة واحدة, فالترويج لصورة المرأة الضحية يكرس الصورة السلبية عن الإسلام, ما يفسر شغف الإعلام بحكاية سيدة مسلمة طلبت الطلاق لأن زوجها اعتدى عليها بالضرب, (وخذ يا حكايات) عن وحشية الأزواج المسلمين وتخلفهم, أما الأعجب من استثمار هذه الحكاية لضرب جالية ودين, فتمثل في موقف القضاء نفسه عندما رفضت القاضية طلب التفريق بذريعة أن الشريعة الإسلامية التي عقدت على أساسها الزوجة تتيح للزوج تأديب زوجته بالضرب, وكل ذلك ضمن صخب إعلامي لم يلبث أن انطفأ, عندما استأنفت الزوجة دعواها, داحضة الإدعاء بأن الدين الإسلامي يبيح ضرب الزوجة.‏

انحسرت الأضواء عن الدعوى لسببين مترابطين على ما يبدو, أولهما اضمحلال جرعة الإثارة مع دعوى يغلب عليها العقل والمنطق, وثانيهما أن المشكلة في هذه الحالة تنحصر في شخص مسلم ولا يعود الإسلام متهما لذاته وبذاته وبالتالي تتجدد الصعوبة التي يواجهها الإسلام المعتدل والمسلمين المعتدلين في الوصول للإعلام.‏

ما تقدم يمسنا جميعا في الغرب, حيث لا يفرق أحد هناك بين طوائفنا أو حتى أدياننا, إذ يكفي لإعلام محكوم بمفاهيم السوق, أن يحمل المتهم جنسية عربية أو ملامح متوسطية حتى ينقلب إلى مدان كما حال قتال نشب بين تلميذ لبناني وزميله الألماني, فقد شكل الحدث ذريعة لعزف اللحن النشاز ضد الجالية المسلمة مع أن اللبناني مسيحي كما اكتشف لاحقا.‏

واقع يمسنا جميعا, مسلمين ومسيحيين, مؤمنين وملحدين أو علمانيين, أن يتم تظهيرنا كضحايا, ليس إلا مقدمة تمهد المذبح (لنيغاتيف) القاتل.‏

Dianajabbour@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1071
القراءات: 1073
القراءات: 1007
القراءات: 1165
القراءات: 1131
القراءات: 1459
القراءات: 1624
القراءات: 1828
القراءات: 1452
القراءات: 1310
القراءات: 1594
القراءات: 1512
القراءات: 1589
القراءات: 1672
القراءات: 1333
القراءات: 1404
القراءات: 1381
القراءات: 1714
القراءات: 1677
القراءات: 1620
القراءات: 1575
القراءات: 1266
القراءات: 1384
القراءات: 1522
القراءات: 1620

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية