الذين تستقدمهم من شتى أصقاع العالم ليشكلوا قوام الدولة اليهودية « الخالصة» التي بشر بها بنغوريون وبيغن وغيرهما من غلاة هذا الفكر الحاقد،وتقوم حصراً على العنصر اليهودي وترفض وجود العنصر العربي صاحب الأرض ومالكها الشرعي فوق أي جزء منها.
وخلال المرحلة الراهنة أعادت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية المتطلعة لأن تكون رئيسة وزراء إسرائيل المقبلة في الانتخابات المبكرة بعد شهرين، هذا الفكر العنصري إلى الأذهان بقولها « يجب الحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل بإبعاد عرب أراضي 1948».
لماذا قالت ليفني هذا الكلام الآن ؟هل قالته على سبيل التكتيك الانتخابي سعياً وراء كسب أصوات اليمين الاسرائيلي...؟
قد يكون واحداً من أهداف هذا القول هو قطع الطريق أمام المزايدين على ليفني في الصهيونية وفكرها المتطرف، لكن باقي الأهداف- وهي الأخطر بالتأكيد- تكشف عن مخطط إسرائيلي مبيت يربط فكرة يهودية الدولة الإسرائيلية بإبعاد كل عربي من داخلها وينطوي على خطة معدة سلفاً لتهجير من بقي من عرب 48 داخل أرضه وعددهم يزيد عن 1،3 مليون مواطن .
وبهذا المعنى فإن ليفني أرادت بربطها بين يهودية إسرائيل وطرد عرب 1948 التذكير بأن قبول إسرائيل للتسوية لا يشترط فقط تعديل الحدود وإسقاط حق العودة وابتلاع القدس ورفض إزالة المستوطنات والتطبيع المجاني مع العرب، بل يتعدى ذلك أيضاً إلى تهجير من تبقى من العرب داخل الأراضي المحتلة في حرب النكبة حتى وإن اتخذ ذلك طابع النكبة والكارثة والمأساة، لأن إجلاء هؤلاء عن أراضيهم وديارهم لن يتم إلا بسياسات القهر العنصري والقتل والإفقار والتجويع والإرهاب.