تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هديَّة نهاية الخدمة

البقعة الساخنة
الأثنين 15-12-2008
أحمد ضوا

في آخر أيامه تذكر الرئيس الاميركي جورج بوش أن هناك مؤسسات دولية لابد من العودة لها لحل القضايا والصراعات الدولية الشائكة وأودع مجلس الأمن صيغة القرار حول عملية السلام في المنطقة.

ربما لو جاء هذا التوجه في مطلع ولايتي بوش الأولى والثانية لقلنا إن الرجل يهتم بالسلام والاستقرار في العالم ولكن أن يأتي مع رحيله الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر ، فذلك أمر يستحق التوقف عند أهدافه ومراميه.‏

فهل بوش حقاً يسعى لتلميع صورته قبل الخروج من البيت الأبيض.. أم أن الموضوع أهم من ذلك ويتعلق بتقديم هدية نهاية الخدمة لإسرائيل.. أو مجرد تصرفات لوضع العصي في عجلات الإدارة الجديدة؟‏

أسئلة تدور في مخيلة كل من يهتم لخطوة الرئيس بوش تجاه مجلس الأمن وعملية السلام في المنطقة وخاصة أن الرئيس الاميركي بوش كان من الرافضين الأشداء للتدخل المباشر في عملية السلام ومع ترك أطراف الصراع يجدون الحلول بأنفسهم مع الاحتفاظ بالدعم المطلق لإسرائيل في كل ممارساتها العدوانية في المنطقة.‏

بغض النظر عن تفاصيل الطرح الاميركي في مجلس الأمن والذي تغيب عنه صفة الالزام بالقرارات الدولية التي ترفض إسرائيل حتى الآن تنفيذها ، فإن الخطوة تثير الاستغراب وتدعو للتوقف كثيراً عند المبتغى الاميركي وخاصة أن صدور قرار في هذا الشأن عن مجلس الأمن تصبح له الصفة المكتسبة للقرارات الدولية الأخرى كالقرارين 242 و338 والقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين. والمخاوف هنا أن يكون الهدف من طرح هذا القرار على شاكلته العمومية نسف القرارات السابقة واعتباره المرجع الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.‏

وما يزيد الشك بالتصرف الاميركي هو الصمت الإسرائيلي على إعادة عملية السلام إلى مجلس الأمن بعد تغييبها لمدة ثماني سنوات والاكتفاء إيحاء بأن إسرائيل تحفظت على بندين في الصيغة الاميركية ، يتعلق الأول ببقاء مجلس الأمن منعقداً لمتابعة القضية ويرتبط الثاني بامتناع الأطراف المعنية عن أي خطوات تقوض الثقة، علماً أن إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية وبالدعوات لها بوقف الاجراءات الاستيطانية المخالفة للقوانين الدولية.‏

إن مجلس الأمن والمؤسسات الدولية هي المكان الطبيعي لحل الصراعات الدولية ولكن يجب ألا يكون اللجوء إليها مزاجياً كما هو الحال مع إدارة بوش التي أساءت طوال الثماني سنوات الماضية إلى الأمم المتحدة وعرقلت عملها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 699
القراءات: 793
القراءات: 671
القراءات: 749
القراءات: 675
القراءات: 665
القراءات: 678
القراءات: 649
القراءات: 744
القراءات: 774
القراءات: 721
القراءات: 725
القراءات: 787
القراءات: 707
القراءات: 1357
القراءات: 709
القراءات: 770
القراءات: 718
القراءات: 847
القراءات: 769
القراءات: 895
القراءات: 794
القراءات: 782
القراءات: 767
القراءات: 777

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية