الحرص على ماذا..؟!
لا أعتقد أن عاقلاً يقول: إن أولوية ما في العالم قد تتقدم على, أو تتساوى مع أولوية المصلحة القومية لبلد ما في ذهن وزير دفاعه.. المصلحة القومية لسورية مثلاً، هي أولى أولويات وزير الدفاع السوري، والمعيار الأساسي للمصالح التي يحرص عليها.. وكذا وزير الدفاع الأميركي.. وهذا من طبيعة الأمور.
إذن, الوزير الأميركي في أفغانستان.. في المنامة.. في بغداد.. وأينما حل هو يسعى للمصلحة الأميركية، وهي الأولوية الأولى للحرص عنده.
وفي كل ما قاله ويقوله يمثل المصلحة الأميركية..
هل بالضرورة أن تتناقض المصلحة الأميركية مع المصالح المختلفة لشعوب المنطقة..؟!
هل بالضرورة أن تتناقض مع مصلحة دول الخليج العربي والعراق أيضاً..
أو مع المصالح العربية عموماً..؟
أبداً ليس بالضرورة.. ودائماً هناك هامش في وسط الصفحة للمصالح المشتركة بين الدول.
هذا الهامش مرن يتسع ويضيق حسب السياسة التي ترسم خطوطه..! ووحدها السياسة الأميركية منذ ما يتجاوز نصف القرن التي جعلت هذا الهامش ليس مرناً وإنما قلقٌ؟! إلى درجة أن تشعر شعوب المنطقة -غالباً- أن مصالحها تكون حيث لا تكون المصلحة الأميركية.
الأخوة العرب في الخليج عموماً كانت علاقاتهم مع الولايات المتحدة ربما الأفضل بين الدول العربية.. وبالتالي طبعاً هناك هامش عريض لمصالح مشتركة.. والأمر مشوب بالاعتبارات الثلاثة التالية:
1- إن المصالح الأميركية متسعة جداً لا تقف عند حدود الكرة الأرضية بل تصل إلى الفضاء. وبالتالي رؤيتهم لهامش المصالح المشتركة مع شعوب جادة مناضلة كأبناء الخليج قد تختلف.
2- إن المصلحة الإسرائيلية دائماً هي الأولوية الأولى للولايات المتحدة.. ومن أجلها لا يقيمون اعتباراً يذكر لعلاقاتهم ومصالحهم المشتركة مع خليج.. ولا مع عرب.. بل حتى ولا مع أوروبا.
3- أولوية إسرائيل والحرص الكلي على كل ما تريد أوجدا حالة عداء شبه مستعصية مع إيران.. ومع غيرها..
الآن نسأل:
ترى هل لدول الخليج؟!
هل للدول العربية..؟!
هل لدول المنطقة كلها..؟!
هل لها مصلحة في عداء غير مبرر لإيران، استجابة للأجندة السياسية الأميركية المتبنية لما تريده إسرائيل؟!
لا حاجة للاتهام ولا لنظرية المؤامرة -والمؤامرة حقيقة قائمة دوماً- فما صرح به السيد روبرت غيتس واضح لا يترك مجالاً للتنظير والاستنتاج.
فقد دعا دول الخليج والشرق الأوسط بوضوح إلى الاشتراك في «حصار» إيران.. وضم العراق إلى دول مجلس التعاون الخليجي لحمايته من إيران..
مصالح من التي يحرص عليها السيد غيتس في هذا وذاك..؟
مصالح الخليج العربي..؟!
عموماً الخليجيون رفضوا طلبي الوزير الأميركي.. وعلى مستوى متابعتنا وسمعنا - على الأقل- لم يرحب بها أحد.. وبالتالي إذا كانت ثمة عوالق سياسية بين إيران ودول الخليج، فإن حلها يكون بالحوار في ظل السلام والتعاون وليس بالحصار والعداء..
هذا ما أكده بوضوح الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وزير خارجية البحرين في خطابه الذي افتتح به حوار المنامة الخامس.
الأدهى من ذلك كله أن يلجأ وزير دفاع الدولة الكبرى العلمانية المتعددة الاجناس والاعراق والأديان إلى إثارة النعرات الطائفية ليتمكن - وفق نياته - من استثارة الدول العربية ضد إيران..
من له مصلحة في ذلك؟!
أميركا..؟!
أبداً لا مصلحة فعلية أميركية في هذه الادعاءات السياسية.. بل هي المصلحة الإسرائيلية!
وهذه من عجائب الامور وغرائب المواقف الدولية.
تعليقات الزوار |
|
جلال |  hasnpavlova@gmail.com | 15/12/2008 07:20 |
اين الوجود الامريكي في اي منطقة من العالم هو تهديد للمصالح الحيوية للبلدان المجاورة. اين هي المصلحة السورية في وجود القوات الامريكية في اللبنان او في العراق اليس هذا تهديدا ام هذا مصالح مشتركة؟ ليس لامريكة مصالح مشتركة مع طرف في العالم .طبعا العداء لايران هو عداء مبرر لان ايران قد تصبح قوة تهدد المصالح الامريكية في الخليج و في الوصول الى مكامن الطاقة . |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 15/12/2008 09:06 |
أفراد نافذون من فوق فوق فوق في أنظمة الإعتدال العربي لها مصالح شخصية آنية مشتركة مع استخبارات أمريكا وتحديدا دائرة استخبارات البنتاغون المصطنعة بعهد بوش ومحافظيه الجدد, وبرعاية سرية وغير سرية من الموساد الإسرائيلي.وقد أسست دوائر المصالح الشخصية هذه مراكز عمليات لها في قبرص والقاهرة وعمان وبيروت, وجندت لعملياتها الإرهابية شركات الأمن والمرتزقة, وأيضا جماعات العنف والتطرف الديني والقومي في منطقتنا.وللأسف الشديد رعت ودعمت معظم أنظمة العرب دوائر المصالح الشخصية هذه, كما أمنت البنية التحتية لمراكز العمليات الدموية تلك. |
|
وفيق ، الضيعة |  كيف اصبح جورج بوش مرمى احذية | 15/12/2008 11:43 |
العار ثم العار والفضيحة ثم الفضيحة على رئيس اكبر دولة اقتصادية وعسكرية في العالم رئيس الولايات المتحدة الاميريكية المقذوف بالحذاء جورج بوش الذي ضرب بحذاء عراقي عتيق ، انها بهدلة ما بعدها بهدلة وتحقير ما بعده تحقير لهذا الرئيس الغبي وايضا لدولته التي فقدت الكثير في عهده الغابر والمحزن ، امريكا الان في وضع حرج جدا فبعد الازمة السياسية التي تبعت غزوها للعراق جاءتها ازمة اقتصادية خانقة ما زالت تعصف بها الى الان ، وها هي تأتيها ازمة جديدة.. ازمة كرامة وكبرياء ومكانة ، انها نهاية حزينة ومكلفة لجورج بوش وايضا موقف حرج جدا للشعب الاميريكي الذي ضرب في صميم كرامته من خلال قذف حذاء قذرعلى رئيسه امام عدسات كاميرات وفضائيات العالم . على اية حال ليس امام الحذاء جورج بوش اية خيارات من اجل اعادة اعتبار بلده وكرامة شعبه التي فقدت بعد هذه الضربة التاريخية ، فقد جاءت هذه الضربة من المنطقة التي تسيطر عليها جيوش الاحتلال وهو اي بوش لن يستطيع اعطاء الاوامر لجيشه من اجل غزو العراق مجددا اقتصاصا لكرامته وكرامة امريكا.. الا ان الانسحاب هو خير عمل من اجل حفظ ما تبقى من ماء الوجه العكر . كنت اتمنى على السيد المالكي بأن يقوم بتلك الضربة فهو الاقرب له وهو اي المالكي يستطيع اعطاء التبريرات الكثيرة لها.. ومنها.. الحرية والديمقراطية.. التي جلبها الحذاء العتيق جورج بوش الى العراق . |
|
عثمان أسبر0000 |  osman236541@hotmawl .com | 15/12/2008 22:41 |
جميع التسألاات التي كان يريدها الكلب بوش من العراقيين قام المنتظر الزبيدي بالرد عليهابالنيابه عن جميع الشرفاء بهذا العالم شكرا شكرا وألف شكر يازبيدي ومن خلال الحريه التي ينادي بها بوش كان الأجدر به أن يصفح عن الزبيدي فورا لأنها تعتبر هذه الحادثه نوع من أنواع التعبير والديموقراطية الأميركية التي يدعونها 000 وهذا أقل مايمكن أن يقدم له الشعب العراقي وسلمت يداك يا زبيدي 000000000000 |
|
سمير / دمشق |  ماذا فعلت الدبلوماسية السورية ..حتى لا نكون مكسر عصا | 16/12/2008 15:05 |
قد يقوم الوغد بوش بعد الضربة الحذائية الشهيرة في صميم كرامته وكرامة بلده بضرب احدى الدول المسلمة وذلك من اجل الثأر ورفع معنوياته الهابطة ثم توديعه البيت الابيض والعالم بهذه الحماقة كعادة اغلب روؤساء امريكا من ريغان الى كلينتون , وايضا لأسباب اميريكية داخلية تتعلق بموضوع هذا الحذاء , وطبعا الصومال مرشحة جدا لتلك الضربة الاستعراضية وقد تكون الحجة هي (القراصنة) . سوريا كانت مرشحة لتلك الضربة والاعتداء التجريبي على البوكمال كان بمثابة جس نبض الا ان الاختبار قد فشل بسبب الرد السوري الدبلوماسي القوي ، طبعا سوريا تملك حدودا حساسة مع اغلب الجيران واوراق قوية وهي تستطيع قلب الطاولة رأساً على عقب ان قام المتهور بوش بأي اعتداء من اجل الثأر من مواقف سوريا السابقة واعتقادا من رايس وويلش ان الادارة القادمة سوف تصلح كل شيء وتعود المياه الى مجاريها سريعا بسبب رغبة سوريا وشغفها لتلك العودة . |
|
|