تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لتخريج أجيال أقدر

تحقيقـــات
الأربعاء 13-1-2010م
علي نصر الله

لعملية التربية والتعليم أهداف ومقاصد يجمع المفكرون والمنظرون رغم اختلاف مدارسهم ومذاهبهم التربوية على أنها عملية استراتيجية هدفها الأوحد توجيه نمو الناشىء،

والإسهام في تكوينه عبر طرائق وأساليب مهما اختلفت فهي تركز على تنمية قدراته ومهاراته وتقديم المعرفة له لجعله فرداً منتجاً في المجتمع.‏

ولأن التربية تنطوي على مفاهيم وقيم متعددة تكاد لا تحصى، فقد تعددت الاتجاهات الفكرية والطرائق والأساليب والمناهج والمدارس والاستراتيجيات، على أن هذا التعدد بقي في إطار المهمة الأساسية المنظورة ذات الهدف الأوحد : تنمية الفكر، والعناية بالعقل والبدن، وحماية المجتمع، وتحسس الجمال، وخلق وتنمية المشاعر القومية والعاطفية .‏

وإذا كان التعليم منذ نشوء المجتمعات البشرية قد احتل قيمة تتقدم على سواها في المجتمع، فذلك لأنه اعتبر وما زال المحرك الأساس لتقدم المجتمعات ورقيها ورفاهها وازدهارها، ذلك أن التعليم هو الذي يهيىء الفرد ويؤهله ليكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع الذي يشكل الاقتصاد أحد أهم وجوهه ومحركات نموه وتطوره .‏

من هنا انطلق اهتمام الدول والحكومات على اختلاف أنظمة الحكم بالتعليم الذي أمسى مع تطور المجتمع وتقدمه ومع تسارع نمو العلوم والمعارف عملية اقتصادية اجتماعية، واستثماراً في الانسان والعلم الذي تنوعت اختصاصاته ووظائفه.‏

التطور المعرفي المذهل وتنوع الاختصاصات العلمية لا شك أنه جعل العملية التعليمية أكثر تعقيداً، لكنه جعلها أكثر تطوراً وإنتاجاً في المجتمعات التي أدركت أهمية المدرسة والأكاديمية مبكراً، فعملت على اتجاهات حديثة في صياغة المناهج وإثرائها بالمعلومات والنتاج المعرفي الحديث، تماماً كما عملت على تطوير طرائق التعليم واستخدام وسائل الايضاح .‏

ولمواكبة ذلك كله تضع الحكومات الميزانيات الخاصة للنهوض بواقع التربية والتعليم، وما قامت وتقوم به وزارة التربية من عمل مكثف خلال السنوات الماضية إن لجهة تطوير المناهج ، أو لجهة إعداد الكوادر التعليمية ما هو إلا محاولة جادة - نتمنى لها النجاح - لتربية وتخريج أجيال جديدة تتسلح بالعلم وتكون أقدر على الاسهام بتسريع وتائر النمو والتطور في سورية والوطن العربي.‏

ali.na_66@yahoo.com

تعليقات الزوار

أحمد |  AHMADNASR-12@HOTMAIL. COM | 13/01/2010 02:40

نشكر الإستاذ علي على هذا المقال الرائع ونتمنى له المزيد من النجاح حيث عودنا دائما على كتاباته المتميزة إذ أن التربية والتعليم هما أساس تنمية المجتعات البشرية والتي تقود في النهاية إلى تطور المجتمع وتقدمه في كافة المجالات.

عبد الكريم فحمه |  als_info@autolight-sy.com | 18/03/2010 16:22

تحية طيبة وبعد ، لا يُخفى على أحد أن وزارتي التربية والتعليم العالي لا توفر جهدا للنهوض بواقع التربية والتعليم في سورية. وهذه مهمة تصعب يوما بعد يوم مع ارتفاع الكثافة السكانية وتسارع تطور العلم في العالم من جهة أخرى. في الماضي ، كان يكفي أن يتعلم الانسان القراءة والكتابة ليصبح قادرا على أن يكون عنصرا فعّالا ومفيدا في مجتمعه وكان يمكنه تطوير نفسه بنفسه مع الزمن. أما الآن ، معظم الفعاليات التي نحتاجها ، تحتاج بدورها ومنذ البداية الى خبرات متخصصة لادارتها وهنا يأتي دور التعليم العالي. على أرض الواقع لا نلمس تطورا متوازيا لما تسعى اليه الوزارة جاهدة وباستمرار في هذا المجال. فما هو السبب؟ هل شعبنا أقل ذكاءا من غيره كما يريد البعض أن يوحي لنا؟ أنا على الأقل لم أصادف شخصا من حولي أقل ذكاءا مني في مهنته. فأين المشكلة يا تُرى؟ في الواقع ليس هناك مشكلة لكن كما نعلم ، العلم الحقيقي وليد الحاجة الملحّة. فهل لدينا حاجات ملحّة في سورية؟ لا أعتقد ، فالمنهج السائد عند الشعب والدولة هو استيراد دائما ما يمكن أن يفيدنا من خارج البلد. فهذه الطريقة أسرع ومربحة أكثر على الصعيد الفردي كما أن المسؤولية فيها أقل. لهذا فمن الطبيعي أن لا تكون هناك جهودا فردية للتطوير العلمي من الداخل وان وجدت فسرعان ما تتقلص وتزول أو يكون الحل بالهجرة الى بلد آخر. فكما نرى ، عدم تخريج أجيال أقدر لا يقع على عاتق شخص أو عدة أشخاص بيننا بل على مجمل المجتمع الذي تعوّد أن يبحث عن الحلول الأسهل أو ذات الربح الفوري. ولنكون صريحين أكثر فإن اعتمادنا العلمي ، شبه الكلي ، على مصادر خارجية يساعد سورية كثيرا على انشاء علاقات صداقة وتعاون مع كثير من بلدان العالم. كما أن اظهار أنفسنا كشعب بسيط علميا يخفف كثيرا من مخاوف بعض الدول منا مما يخفف ذلك بدوره توترات مستقبلية محتملة بيننا وبينهم. ما كتبته هنا هو ما أراه من زاويتي ، لهذا فقد أكون على خطأ في نقطة أوأكثر فأرجو المعذرة. وشكرا للكاتب وصحيفة الثورة لجهودهم المستمرة في التوعية لما هو لخير بلدنا.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12288
القراءات: 1613
القراءات: 1273
القراءات: 1433
القراءات: 1393
القراءات: 1202
القراءات: 1449
القراءات: 1310
القراءات: 1433
القراءات: 1515
القراءات: 1521
القراءات: 1590
القراءات: 1861
القراءات: 1233
القراءات: 1310
القراءات: 1249
القراءات: 1623
القراءات: 1434
القراءات: 1400
القراءات: 1480
القراءات: 1431
القراءات: 1458
القراءات: 1429
القراءات: 1731
القراءات: 1437
القراءات: 1315

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية