بين الفينة والأخرى ، هو حشرجة ورثة القناصل ، بل و..سراويل القناصل!
اذاً ، عودة الى الطفولة وإن قال ياسوناري كاواباتا إن اللجوء الى الذكريات غباء لأن اصابعنا لم تعد تتحمل حتىالرماد ياصاحبنا الياباني إن اصابعنا هنا لاتزال على خاصرة الجمر.
كان نصف عيوننا في لبنان ونصف عيوننا في سورية . وكان القطار ينقلنا الى محطة الحجاز التي كنا نتأمل بدهشة المتصوفين القدامى بجدرانها ، وسقوفها ، وثرياتها وكنا نبدو كما لو أننا مسافرو الأزل. ألم يكن القلب في تلك الايام يتقن الملاحة في .. الأزل؟
ها إننا عند بوابة سوق الحميدية ، بل أننا عند بوابة الدنيا. آتون من ضفاف العصافير والنرجس ، وذاهبون الى ضفاف القناديل والياسمين..
بداية السوق بداية الزمن ، آخر السوق ، آخر الزمن .وكنا في باحة الجامع الاموي نستعيد صهيل آبائنا بين قرطبة وطشقند . أمام ضريح صلاح الدين، كانت وجوهنا تزدهي . ها إنه بيننا قبل أن نقدم اعتذاراً شديد اللهجة الى ريكاردوس قلب الأسد، وقبل أن يبعث عنترة بن شداد بشاربيه- مع اطيب التمنيات - هدية الى كوندوليزا رايس..
بعيدا عن الراحتين (راحة اليأس وراحة الموت) راحة البال. مبتهجون ؟ أجل ، وكلنا امتلاء بالذهاب الى أزمنة جميلة، رغم كل ذلك الظلام العربي ، بعدما تهاوى اللاعبون ، والمهرجون ، والاهم بعدما عقدنا العزم على أن تبقى أخطاء الماضي في الماضي . البلدان بحاجة للعودة الى ثقافة الاهل ، وثقافة البيت الذي بمنازل كثيرة . أيضاً ثقافة الشفافية، وحيث الرؤية على تماس مع منطق الحياة. ألم تتصدع فينا الحياة تلو الحياة؟
لاندعي أن طريقنا الوردي لن تشوبه شائبة ، ثمة من يتربص، وثمة من يحمل البربرية علىظهره ويتجول بها بين العرب . لكنها لحظة وجدانية ، ونقول فيها إننا تعلمنا الكثير ، لتبقى أمثولة القلب ، وقلنا أمثولة الاهل ، هي الرهان..