الضغط السكاني الذي يتزايد يوما بعد يوم في مراكز المدن وخصوصا في مدينة دمشق وبعض المدن الرئيسية الأخرى ما يستدعي حالة دائمة أو شبه دائمة بضرورة التوسع في الأعمال الخدمية في مناطق المخالفات التي تزايدت وتوسعت باتجاه الأراضي الصالحة وشيئا فشيئا بدأنا ندرك ماجرى من تغييرات بيئية وتحولت الحقول والبساتين إلى كتل إسمنتية, وربما يكون السبب التساهل في ضبط مثل هذه التوسعات العشوائية إلى أن أضحت واقعا لايمكن تجاهله من حيث تأمين الخدمات الضرورية ومستلزمات الحياة اليومية من كهرباء وماء وطرق وهاتف , فالمشكلة ناجمة عن حاجة لمن يقطن ويعمل بالمدن وحلها ليس بالسهولة التي نتصورها , ولكن ومع كل ذلك لابد من البدء بالمعالجة من خلال التوسع بالمساكن الشعبية وهذا مايتم , إضافة إلى التشدد في هذه التوسعات العشوائية وضبطها والتي تؤثر سلبا على البيئة المحيطة بها على المدى البعيد.
إن عملية تنمية الريف أضحت حاجة ملحة وضرورية وأساسية للوصول إلى التنمية المتوازنة والإسراع بهذه الحالة لخلق البنية التحتية السليمة باتجاه إيجاد نوع من التوافق والانسجام بين الريف والمدينة لتشكل بداية نهوض اقتصادي واجتماعي ومحاولة تخفيف الضغط السكاني عن المدن , ورغم المحاولات السابقة في هذا المضمار إلا أننا بحاجة أكثر فأكثر , إلى خطط تبدأ من الجهات الادارية في المناطق كونها الأقدر على فهم البيئة ومتطلباتها ووضع تصورات من اجل تنفيذها من قبل الجهات المعنية .
النقطة الأخرى تتمحور حول أهمية تصنيع الإنتاج الزراعي في مواقع إنتاجه وتشجيع الاستثمار في هذا الاتجاه يلعب دوراً كبيراً في الحد من التلف أو الهدر الذي يحصل أثناء نقل الإنتاج إلى مواقع تصنيعه ولا سيما الكونسروة والصناعات التي تقام على محاصيل القمح أو القطن أو الزيتون أو الألبان ومشتقاتها.