هذا الموقف هو رسالة , مفادها أن الدولتين لاتريدان حكومة حرة وديمقراطية, وبنفس الوقت تصرف غير مسبوق وفريد في التعبير عن الانتقائية , لدول تتغنى بالديمقراطية , وبالمقابل تقاطع نوابا ووزراء نالوا ثقة شعبهم بانتخابات شفافة, والهدف ارضاء اسرائيل التي تحتل الارض العربية , وتمارس ابشع انواع الارهاب والقتل اليومي .
ان صدور الموقف الفرنسي والبريطاني , قبل الموقف الاميركي الذي ينتظر نيل الحكومة الثقة , يقدم اشارات واضحة , ويفتح الباب على مرحلة جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية تكون فيها هذه الدول طرفا , اضافة الى اسرائيل في تغذية الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية بما تحمله من مخاطر .
واي تفسير يبرر الموقف الفرنسي البريطاني من اي طرف فلسطيني اوعربي , هو شريك في تذكية الصراع على الساحة الفلسطينية , لاسيما بعد ان رحبت كل الدول العربية والقوى الفلسطينية باتفاق مكة .
لا شك ان فرنسا وبريطانيا لا تمثلان اوروبا والمجتمع الدولي , ولكن موقفهما يفتح الباب لمزايدات في الساحة الدولية ارضاء لاسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية , فهما طرفان اساسيان في المعادلة الاوروبية والشرعية الدولية ولكن دفعهما الى مراجعة موقفهما من الحكومة الفلسطينية ممكن جدا , اذا تمسك العرب بموقفهم , والتزمت جميع القوى الفلسطينية بشرط التعامل مع الحكومة ككتلة واحدة دون تمييز او انتقائية .
والدور العربي هنا له مكانته وحساسيته, سواء من حيث فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ شهور عديدة , او لجهة التعامل مع الحكومة كجسد واحد , واي تراخ او تراجع عن ذلك يفتح الباب مجددا على مصراعيه لاضعاف هذا الدور, وتاليا دفع الساحة الفلسطينية الى مزيد من الخلافات تصب في المشروع الاسرائيلي الهادف الى اشعال الفتنة بين الفلسطينيين .
ان الظرف مناسب جدا كي يقوم العرب باتخاذ موقف شجاع وحكيم يضعون فيه حدا ولو جزئيا للتدخل الاسرائيلي والدولي في شؤون الفلسطينيين الداخلية, والقمة العربية القادومة هي المنبر لايصال هذه الرسالة الى العالم اجمع , فالحزم العربي مطلوب في هذا الشأن , ومن غير المقبول ترك الفلسطينيين عرضة للتدخلات الخارجية والضغط الدولي وتقديم المزيد من التنازلات .