البعض يرى أن تلك المجالس ما كانت في أي وقت معبرة عن تطلعات الناس,وأن أعضاء المجالس غالباً ماكانوا ينأون بأنفسهم عن هموم مواطنيهم وناخبيهم المفجوعين فيهم دوراً بعد آخر..وغالبا ما تجد هؤلاء المقاطعين والسلبيين أكثر انتقاداً لدور المجلس التشريعي في حياتنا,الأمر الذي يعني في جوهره اهتماماً وفق طريقة خاصة,وهي طريقة الرفض والخسارة في آن واحد..
فبالقدر الذي يتبارى هؤلاء في إيجاد توصيف مثالي لشخصية عضو البرلمان المفترضة نراهم في الوقت ذاته يبتعدون عن المشاركة في صناديق الانتخابات تاركين الأبواب مشرعة أمام الراغبين في ولوجها دون ممانعة تذكر..فهل يرضي هذا الحال المفترض غرور وتفكير الرافضين دوماً.
دون أدنى شك إن مجرد الابتعاد عن المشاركة يمثل موقفاً سلبياً,ويجعلنا نقبل بالخسارة ونقتنع فيها مسبقاً.وليس اتعس من إنسان يرتضي لنفسه الهزيمة دون أن يبدي مقاومة ما..
وفوق هذا يقبل بالانصياع الطوعي لجميع قرارات وتعليمات الشخص الذي حمله بنفسه إلى موقع صنع القرار,نتيجة ابتعاده ترشيحاً أو انتخاباً.. فأي بؤس شخصي يفوق ذاك البؤس إن كنا نختار بأيدينا معذبينا والمتسببين بشقائنا.
الصورة ليست بهذا القدر من السوداوية لكنها توصيف واضح وشفاف لمعنى المسؤولية والواجب .فليس المهم أن نطالب بحقوقنا بالقدر الذي ينبغي القيام بواجبنا,وذلك وحده الطريق الأسلم للحصول على حقوقنا المرادة.