مع فرع الحريقة للمصرف العقاري حول إعادة المبالغ المكتتب بها على الادخار السكني لأصحابها ممن لم يحالفهم الحظ بفرصة الفوز بالقرعة التي أجرتها المؤسسة وحسب معلوماتنا أن إجمالي المبالغ تلك يصل إلى أكثر من ملياري ليرة سورية, ولنتصور حجم العمل والوقت الذي استغرقته المؤسسة والمصرف العقاري على حد سواء عند الدفع وأيضاً الإعادة والتي بدأت منذ الشهر التاسع من العام الحالي, حيث وصل إجمالي المكتتبين على الادخار المذكور إلى أكثر من /18/ ألف مكتتب وهذا مؤشر كبير على جدية هؤلاء في الاكتتاب كونه مرهوناً بدفع مبلغ لا يقل عن /150/ ألف ليرة كحد أدنى, ومن هذا المنطلق نجد من الضرورة بمكان أن تقوم المؤسسة العامة للإسكان بدورها الأساسي لا بل أن توسع نشاطها وتثبت من جديد للجميع أنها قادرة على توفير السكن الملائم للمواطنين وبالأسعار المنافسة..!
لكن وحسب الواقع الحالي فإنها لا تستطيع تفعيل هذا الدور ما لم يتوفر لديها العناصر الأساسية للمعادلة وأهمها توفير الأراضي والمساحات اللازمة والمنظمة من قبل مجالس المدن في المحافظات, بمعنى لابد من توفر الآليات لاختصار الوقت سواء أكان بتوسيع نشاط المؤسسة أم بزيادة التمويل وأيضاً باستخدام التقنيات الحديثة وفتح جبهات عمل جديدة, ونتجاوز بذلك أزمة السكن المزمنة التي يعيشها المواطن منذ سنوات..! وهذا بحد ذاته يجب أن يبنى على معطيات جديدة وأيضاً مستلزمات عمل وهذا بالتأكيد من شأنه أن يختصر الكثير من الوقت والجهد على الجميع..! وما علينا إلا النظر إلى التوسع السرطاني الذي تعيشه الأحياء المخالفة على هوامش المدن الرئيسية وما تسببه من مشكلات تبدأ ولا تنتهي وصعوبة توفير البنى التحتية لتلك الاحياء التي لا يوجد منها هناك سوى اسمها..! ولابد من التذكير أن مشروع السكن الشبابي الذي استوعب عشرات الآلاف من المواطنين الراغبين باقتناء مسكن قد ساهم بشكل كبير في حل جزء من المشكلة وليس كلها, كما أنه شكل إجراء وقائياً للسكن العشوائي الذي من المستحيل إمكانية التعامل معه أو تنفيذ حلول داخله إلا بشكل جذري.. إذا نحن أمام إمكانية حل وقائي وآخر علاجي لمشكلة السكن والإسكان في سورية وما على الجهات المعنية إلا أن تسير في الاثنين معاً والسعي الجاد من قبل مجالس المدن في المحافظات لتوفير الأراضي المعدة للبناء والمنظمة بشكل يسهل على الجهات الأخرى توفير البنى التحتية اللازمة لها, والأهم من كل ذلك ضرورة التحرك الرسمي لوضع سياسة تخطيط عمراني واضحة المعالم تؤسس لردم الهوة الموجودة بين المواطن والجهات المعنية بالسكن وصولاً إلى تعزيز الثقة المتبادلة بينهما وإيجاد حل جذري لمشكلات السكن والإسكان.
">a-sabour@scs.net.org