| أقزام السياسة!! قضاياالثورة إزاء هذه الموجات العاتية والمتلاحقة من الفجور السياسي والأخلاقي, والحملات المسعورة التي دأب البعض في الساحة اللبنانية على ممارستها, واعتمادها خبزاً يومياً ولغة للتخاطب والظهور وركوب الموجة واقتناص الفرص, فقد أصحابها التوازن والاتزان والاتجاه وأخذوا على عاتقهم مهمة إدارة وقيادة معارك قوى خارجية, لا تضمر للبنان ولهذه المنطقة سوى الشر, وأن يتحول إلى ساحة يمكن عبرها ومن خلالها تسجيل بعض النقاط والانتصارات, كنوع من الهروب والثأر والتعويض عن الفشل والهزائم والانتكاسات, التي مني بها المشروع الصهيوني-الأميركي حتى اليوم في الكثير من المواقع والساحات. والامتناع والترفع عن المهاترات والسجالات والرد على الاستفزازات والتخرصات, ومحاولات تناول سورية بالاتهامات الباطلة حتى الآن لا يعني أننا عاجزون, وقاصرون عن الرد وتعرية جوقة الغربان المعروفة والموضوعة في خانة (أمراء الحرب), والتي لا هم لها سوى الإثراء واقتسام المغانم ومناطق النفوذ, والارتماء في أحضان الأجنبي والصهيونية العالمية والتسويق لمخططاتهما, وليذهب لبنان بعروبته وصيغة التوافق والتعايش التي رعتها وحمتها سورية وكرسها اتفاق الطائف إلى الجحيم?. لقد دفع الشعب اللبناني بمختلف فئاته وطوائفه وعقائده, وبالأخص الغالبية الفقيرة والمسحوقة التي لا تملك فتات قوتها اليومي, الأثمان الباهظة والمكلفة لسياسة التنازع على المصالح والزعامات والغيتوات والارتباط بالخارج, وما زال يدفع الضريبة التي يتمنى أن تبقى محصورة في إطار الاستحقاقات المصيرية الكبرى, والمواجهة مع أعداء لبنان والعروبة أولئك المتربصين القابعين على تخومه الجنوبية, والذين أدموا هذا البلد واجتاحوا عاصمته ومارسوا على أرضه, بدعم وتغطية ومظلة قوى كبرى تشرّع اليوم بدعاوى الحرص ونشر الديمقراطية, وباستغلال بشع لدم الحريري ومتاجرة رخيصة به أبوابها لفرض الوصاية عليه, والتدخل في شؤونه الداخلية ووضعه تحت مظلة التدويل, مارسوا سياسة (المحرقة) قبل أن يجبروا تحت ضغط المقاومة الوطنية, المدعومة من سورية على الانكفاء وابتلاع مرارة الهزيمة. ومن حق هذا الشعب الذي يميز جيداً بين العدو والصديق, فكيف بالشقيق التوءم الذي يشكل عمقه القومي وبوابته للعروبة, ومن وقف وحيداً إلى جانبه في المحنة ودفع ضريبة الدم سخية من أجل الحفاظ على وحدة أرضه, وإنقاذه من براثن مؤامرة الصهينة والتقسيم والاقتتال الطائفي والذبح على الهوية, أن يطالب أقزام السياسة المتطاولين عليه وعلى سورية بتقديم كشوف حسابات, ويسألهم ما موقعهم وأين كانت تلك القوى و الأطراف الخارجية التي يستقوون بها اليوم, ويراهنون ويضعون البيض كل البيض في سلتها طيلة ما يزيد على العقدين والنصف من الزمن, وما الذي قدمته للبنان حين كان يغرق في لجج الدم والحرائق والظلام وتغتاله يد العدوان والجريمة الإسرائيلية?!. لتجار السياسة والدم ودعاة الاستقلال والبحث عن الحقيقة, هؤلاء الذين حولوا واشنطن وبعض عواصم الغرب إلى مراتع لهم ومنابر تدار منها شؤون البلاد والعباد, وتقاد حملات التحريض ونفث السموم والأحقاد ومعارك التدويل, والتبييض لصحائف أميركا وإسرائيل والتبرئة لهما ولعملائهما القدامى والجدد من دم الحريري, لهؤلاء نقول: إن أخذ سورية التي يصطف معها الشعب اللبناني وقواه الوطنية, وتلتف حولها وتؤازرها جماهير الأمة على امتداد الوطن الكبير والقوى الصديقة في العالم, بجريرة جريمة يعرفون جيداً أنها منها براء, ومحاولة ترهيبها وابتزازها وحرفها عن مسارها الوطني والقومي وثوابتها, وفرض 17 أيار جديد ليس بالسهولة التي يتصورون وأمر في غاية الصعوبة والاستحالة.
|
|