تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عام الخيبات الأميركية

قضاياالثورة
الاحد 25/12/2005م
علي قاسم

في تقييمه للعام ,2005 وجد الرئيس بوش أنه كان عاماً جيداً للأميركيين, في حين تنظر إليه أغلبية الأميركيين بعين الخوف والخشية من تكرار بعض مآسيه أو استمرار بعضها الآخر, وبين هذه وتلك حسب الصحافة الأميركية الأمر أشد كارثية مما يعتقد فريق البيت الأبيض لجهة الفارق في النظرة والتقييم على حد سواء.

فألف يوم ونيف من الاحتلال الأميركي للعراق كانت دامية إلى حد غير مسبوق في التاريخ الأميركي, وحتى مأساة الحرب في فيتنام والتي توقظ في العادة المواجع الأميركية لم تخلق ذلك الشرخ بين الإدارة والشعب الأميركي, حين يجد أكثر من 87% من الأميركيين أن الحرب على العراق هي السبب في الصورة السيئة عن أميركا لدى شعوب العالم.‏

ويضاف إلى ذلك أن نعوش القتلى الأميركيين العائدة من أرض الحرب في العراق كانت مشهدا يوقظ هو الآخر مواجع لا حصر لها على كل الأصعدة, رغم التعتيم الإعلامي والسياسي المتبع على كافة الأصعدة لإخفاء ردود الفعل, عبر منع نشر الصور للقتلى, والتقليل من مشاهد النعوش القادمة في وسائل الإعلام.‏

والهم الآخر الذي لا يقل أهمية, وإن كانت تأثيراته أبعد مدى نسبياً هو الكلفة المادية الباهظة, حين تتحدث الأرقام عن 500 ألف مليار قابلة للزيادة المطردة..!‏

وبدأت دوائر الكونغرس الأميركي تتحدث عن عواقب اقتصادية ستكون انعكاساتها شديدة التأثير على قوة الاقتصاد الأميركي, ولا سيما في ظل حديث عن أن الجدوى المتوقعة من احتلال العراق السياسية والاقتصادية لا يمكن بأي حال أن توازي ولو في حدودها الدنيا تلك التكلفة الباهظة,مع الغمز بين الحين والآخر إلى فضائح العقود التي صبت في جيوب حفنة من المنتفعين شركات وأشخاصاً.‏

أما حين ينظر الأميركيون إلى الوضع الداخلي وكارثة كاترينا وما خلفته من شرخ في الداخل الأميركي تجاه الأداء المتواضع لإدارة الرئيس بوش, إضافة إلى الخسائر البشرية والاقتصادية التي تركت جرحا نازفا وصل حد الإحساس المزمن بالتمييز العنصري الذي ترك الغالبية الفقيرة ماديا وعرقيا,مواجهة مصيرها منفردة.‏

أما الأخطر في المسألة من وجهة نظر الأميركيين العاديين هو الشك الذي بدأ يتسرب إلى نفوسهم تجاه الخطاب السياسي للإدارة وللرئيس, حيث كذبة أسلحة الدمار ما زالت ماثلة في أذهانهم, وهي قابلة للتكرار في أكثر من اتجاه, وحين يكون الأمر متعلقا بواقعهم وحالة التقييم لهذا الواقع, فإن الفارق بين رؤيتهم ورؤية الرئيس تعني من حيث المبدأ, أن ثمة تضليلا متعمدا لجأ إليه الرئيس,بل هو أخطر من تلك الذرائع التي سيقت لشن الحرب على العراق.‏

إذا كانت حصيلة ذلك التضليل في العراق, تلك النتائج من الكوارث السياسية والاقتصادية, فإن غالبية الأميركيين تنظر بعين الريبة إلى ما قد تقود إليه على المستوى الداخلي بل هناك من يتوجس من ذلك التقييم ومن يرى فيه مقدمة لتداعيات أشد خطورة.‏

تلك ربما كانت بعضاً من تداعيات متتالية تحمل في طياتها ملامح نهج سياسي, يقود إلى مفارقات يصعب على الأميركيين الاستمرار في التغاضي عنها, خصوصا إذا كانت تلك مقدمة وفق تعبير بعض الأميركيين لتبرير تكرار عام آخر على شاكلة العام الذي يجهز أمتعته للرحيل وسط دموع أميركية تنتظر أن تودع أبناءها في حرب ما زالت تنذر بالكثير من المآسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية