تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خطأ التفسير وخطيئة التأويل..!

قضايا الثورة
الاحد 18/12/2005م
علي قاسم

القراءة التي يقدمها بعض تجار السياسة اللبنانيين تثير كماً لا ينتهي من التناقض, وفي الوقت ذاته, كماً أكبر من الخطأ الذي يصل حد الخطيئة في أحيان كثيرة, حيث يعجز المنطق عن فهمه والعقل عن تقبله.

ولعل أكثرها إثارة ما ذهب إليه البعض من تفسير لا يكتفي بالسذاجة, بل أيضا يغلفها بإطار من الكذب والفبركة, تجاوزت ما أقدم عليه الكثير من صبيان السياسة الذين أضحوا نجوما على شاشات احترفت الادعاء الأجوف, وامتهنت الانزلاق في زواريب من الدونية التي لم يعهدها الإعلام العربي.‏

فأي مقارنة مهما كانت, وأي قراءة من أي مستوى صدرت, لا يمكن لها أن تخلط بين التحذير من المخاطر التي يدركها الجميع, وبين اعتبار ذلك رسالة في اتجاه خاطئ, إلا أولئك الذين يعانون من خلل في محاكمتهم العقلية, أو من أصابهم الإفلاس, فذهبوا يضربون أخماسا بأسداس, وراحوا يبحثون عن أي كلمة ليصطادوا بأي ثمن, ومهما كانت النتيجة.‏

إن أي متابع لما حذرت منه سورية يدرك جيداً مرامي هذا التحذير وأبعاده وحيثياته, ولا يمكن لأي متابع أن يفسره كما ذهب إليه أولئك تحت أي مسمى, إذ أن هذا الوضع الذي تعيشه المنطقة والعالم لا يحتمل أي مجازفة أخرى, ولا يقوى على مواجهة المزيد من عوامل التفجر, وسورية ليست وحدها من حذر من ذلك, بل هناك الكثيرون في هذا العالم قد فعلوا.‏

ولو أن الأمر كذلك لكان كل أولئك متهمين بما يجري بدل أن يكونوا مساهمين في الإشارة إلى مواضع الخطورة, وبدل ان يكونوا عامل ممانعة للتخفيف من عواقب السياسة الطائشة لبعض الأطراف, يتحولون إلى مشبوهين?!‏

ولكن أولئك المتاجرون لم يكتفوا بخطأ التفسير وخطيئة التأويل, بل نصبوا أنفسهم قائمين على شؤون المنطقة وشعوبها بعد أن شعروا بتردي عزيمة من استقووا بهم, وحكماء لزمانها وأفرادها حين تراجع بوش ذاته عن نبوءته..!‏

يوغلون في الحقد, ويغالون في التجيير والتجييش, ويستسهلون الغمز من هذه القناة أو تلك تحت ضغط أوهام تحولت إلى كوابيس تلاحق الكثيرين منهم, تطارد البقية في أشكال من التعبير السياسي الممجوج والمستهلك.‏

لقد شهدنا عصراً من الاستقواء الأجوف لم تعهده المنطقة, ولمسنا تجاوزاً لكثير من المسلمات, فيها الكثير من المس الشخصي والاعتباري, لا أحد في الدنيا يقبله أو يرضى عنه, ولا يستطيع أي متفذلك في السياسة أن يبرره.‏

تلك مجرد عناوين عريضة لموضة تجتاح المتاجرين بدماء الآخرين, وفلكلور يحقق لهم نشوة كاذبةلم يتمكنوا من الوصول إليها بالدجل والفبركة الإعلامية والسياسية, ولم يستطيعوا من خلالها تحقيق أمجادهم الضائعة في الزعامة وفي إمارة الحرب التي عملوا عليها لعقود خلت.‏

أما في التفاصيل فالكارثة أكبر وأشد إيلاماً, ونحن نشهد سوقا للترويج الرخيص القائم على الشتيمة وألفاظ الرذيلة, يتناولها الكثيرون على أنها طريق الفضيلة في هذا العصر الملون بفجائع الموتورين, الذين يتناوبون على النفخ في القربة المثقوبة التي أورثهم إياها السيد الأميركي والوالي الفرنسي.‏

قلة تلك التي تخطئ القراءة المنطقية, ونادرون الذين يقعون في فخ البوق المثقوب, ومع ذلك نجد أولئك, وقد أدمنوا الخطأ والخطيئة, يكابرون ويناكفون, يحملون ويجاهرون, يستجدون لحد الشفقة المريبة, وإلى مستويات الرأفة بحالهم..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية