تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منعكس الأسعار

على الملأ
الأحد 16/3/2008
مصطفى المقداد

بعد اكثر من عام على الارتفاع في اسعار المواد الاستهلاكية والمعمرة ومواد البناء تطرح تساؤلات تتطلب اجوبة مقنعة تتعلق بالاسباب التي تقف خلف هذه الزيادات, والعوامل المؤثرة فيها, وهل ثمة امكانية للحد من زيادتها لاحقا, وهل قامت الحكومة بما يمكن من اجراءات لكبح جماح ذلك الارتفاع غير المسبوق .

لنعترف ان الهم المعاشي اصبح الشغل والهم الاساسيين اللذين يحددان معظم الحوارات, ويصبغان اللقاءات العامة والخاصة بشكل ضاغط, ولنعترف بالمقابل ان الحكومة تدخلت بصورة ايجابية لاعادة كثير من التوازن الى السوق الاستهلاكية, وخاصة ما يلامس حياة الناس المباشرة واحتياجاتهم من الخضراوات والفواكه واللحوم والزيوت اضافة الى السكر والرز والوقود المدعوم اساسا .‏

ولكن هذا التدخل يبقى دون حد القبول, ولم يحظ برضا المواطنين في أي وقت من الاوقات, والسبب باعتقادي بسيط جدا, إذ ان المطالب ستبقى في ازدياد دائم, طالما كان هناك تغيرات مستجدة تترك تأثيراتها وانعكاساتها الكبيرة في السلوك الاستهلاكي بشكل لافت‏

وهذا التغير في السلوك الاستهلاكي ليس حكرا على المجتمع السوري, انما هو حالة عالمية تشكل تحديا حقيقيا لجميع الحكومات بغض النظر عن شكل الاقتصاد السائد فيها .‏

وقد يكون السبب الابرز خلف هذا الارتفاع هو حالة الجنون التي رفعت سعر برميل النفط الى اكثر من مئة دولار وما زال الامر مرشحا للازدياد في ظل تزايد الطلب على الطاقة في العالم, ولا سيما الصين الداخلة سريعا في الانتاج الصناعي الذي يحتاج مزيدا من موارد الطاقة .‏

وامام الحاجة المتزايدة للطاقة تستمر الجهود للبحث عن بدائل النفط المهددة بالنضوب من جهة وذات الاسعار العالية والمكلفة من جهة ثانية وهذا الامر دفع كبريات الدول المستهلكة للطاقة لاستهلاك كميات كبيرة من محاصيل الذرة ومحاصيل زراعية اخرى للاستفادة منها في تحويلها الى طاقة حيوية بديلة واستخدامها في توليد الكهرباء بصورة اساسية, وهو ما ادى في النهاية الى ارتفاع كبير في اسعار جميع المحاصيل الزراعية الاساسية كالقمح والذرة وقصب السكر وغيرها من الحبوب.‏

ومازال الامرمرشحا للزيادة في ظل الارتفاع الكبير لاسعار النفط, وهذه العوامل والمؤثرات القت بظلالها القائمة على مجمل الاسعار, فعشنا ظروفا ضاغطة لم نقو على التخلص من جشع المضاربين الذين استفادوا من هبوط وتراجع سعر صرف الدولار في فترة سابقة , ولم يقدموا خطوة ايجابية تحد من تأثير الأسعار على حياة المواطن فيما تبقى إجراءات المؤسسة العامة للخزن تمثل الخطوة الايجابية الوحيدة لضبط آليات السوق وتحقيق التوازن في حدود الممكن...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11639
القراءات: 952
القراءات: 888
القراءات: 866
القراءات: 906
القراءات: 931
القراءات: 974
القراءات: 896
القراءات: 947
القراءات: 1008
القراءات: 966
القراءات: 957
القراءات: 976
القراءات: 975
القراءات: 979
القراءات: 1074
القراءات: 1008
القراءات: 1057
القراءات: 1065
القراءات: 1046
القراءات: 923
القراءات: 993
القراءات: 1040
القراءات: 1043
القراءات: 954
القراءات: 1092

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية