فتسجل حضوراً سياسياً لافتاً على المستويات المختلفة لتؤكد من جديد على أن الإرادة السياسية التي تحكم المواقف هي القادرة على حسم ما هو قائم بمعطياته ووقائعه.
وسورية التي قدمت دروساً في التضحية والفداء تسترجع اليوم ذاكرة وطن أملتها بطولات وأمجاد، واختزنتها تجارب أجيال ما زالت تحاكي وجدان الأمة، وما زالت تعمل على هدى هذه التجارب التي أنتجت ذلك الكم الهائل من دروس الماضي لتستحضرها دفاتر اليوم.
لوحة الوطن اليوم تحاكي صورة سورية التي يعرفها الجميع، تستعيد التفاصيل وتكتب لوحتها الخاصة في مدن سورية وقراها وبلداتها... في شوارعها وروابيها وسهولها مفعمة بلغة الحب للوطن الذي فدته دماء الأبناء ليبقى شامخاً متألقاً.
هذا الوطن لم تثنه عن تطلعاته محاولات الأعداء، كما لم تلن من عزيمته كثرة المؤامرت، فكان وطناً على الدوام مسيجاً بحب الشعب وحكمة القائد لتبقى سورية في موقفها ودورها محط أنظار الجميع، تتطلع إليها الجماهير من المحيط إلى الخليج.
لذلك يأخذ الاحتفاء بالجلاء صورة من الذاكرة وأخرى من الواقع يمتزج التاريخ بالحاضر، والذاكرة بالواقع، لتنتج خصوصية سورية التي لم تستكن يوماً لمحتل ، ولم تتخل يوماً عن شبر من الأرض، وتتطلع بتفاؤل مشروع إلى الغد الذي تحقق فيه هذه التطلعات.
إن سورية اليوم بموقفها ودورها العربي والإقليمي تعيد رسم المعادلة بشكلها الصحيح، في ظل أجواء دولية تعيد بدورها ترتيب أوراق المشهد الدولي للتخفيف من التأزم الحاصل في العلاقات الدولية من منظور الفهم الصحيح لمعطيات الواقع، وهي التي كانت بتضحيات ابنائها ومقاومتهم وبطولاتهم تنسج فجر الاستقلال لتبقى حرة أبية.