فأمام ضيق الوقت , لم يستفد الصناعيون من إفساح المجال لهم , كي يكتبوا استفساراتهم ومطالبهم لبعض السادة الوزراء , رغم أنَّ إدارة المؤتمر قد أعلنت عن توزيع أوراقٍ على الصناعيين في القاعة الرئيسية لقصر المؤتمرات من أجل هذه الغاية , ولكن يبدو أنَّ السادة أعضاء الحكومة فوجئوا بذاك العدد الضخم من الأوراق التي انهالت على المنصة ( ولضيق الوقت) لم يكن هناك مجال للبحث بها , ولاحتى لقراءتها , فكان مصيرها إلى المهملات , ولاسيما بعد أنْ قيل بأنَّ هذا المؤتمر للحوار , وليس لتلقي المطالب , عبارة حكومية حاسمة جلجلت في فناء القاعة الكبرى وفضاءاتها , ولم نستطع أنْ نفهم جيداً على أيّ أساس سيبنى الحوار إذا كانت المطالب مُحيَّدة جانباً ..?
وأمام ضيق الوقت أيضاً , لم يستطع وزير الصناعة أن يُكمل حديثاً شيِّقاً كان قد بدأه حول التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الصناعة السورية , وحول أهمية الإدارة الاقتصادية , فما أنْ أنهى الحديث عن التحديات الداخلية , حتى قاطعه مدير الجلسة بحجة أن لا وقت للتفاصيل .. ولم نعرف أية تحديات خارجية للصناعة كان يريد أنْ يقولها الوزير..!
هذا المؤتمر المهم الذي تحتاج إليه الصناعة السورية من حيث المبدأ , و بكل تأكيد كان من غير المعقول أن يضمَّ هذا الحشد الضخم كله , ليُناقش هموماً ضخمة أيضاً , بمثل هذا الحيز الشحيح من المساحة الزمنية الضيقة , وإنْ كان اتحاد غرف الصناعة قد عمد إلى تهيئة القرارات والتوصيات قبل المؤتمر , فيكون بذلك قد قدَّم جهداً مضنياً دون شك , ولكنه ليس كافياً , ومهما بلغت تلك الجهود فلن يستطيع هذا الاتحاد أن يحلَّ مكان الصناعيين , ويمارس مهمة التفكير عنهم .
صحيح أنَّ المؤتمر انتهى بتوصيات مهمة , ولكن مانخشاه أن يكون قد فاته أشياء كثيرة , وهذا كله لضيق الوقت ..!