|
|
على طريق عودة الأمن الغذائي اقتصاديات اليوم تحاول وزارة الزراعة وبدعم حكومي واضح ان تعيد لزراعتنا ألقها وعنفوانها ومجدها ,ونرجو ان تنجح !! لكن السؤال الذي يمكن ان يطرح في هذا المجال هو: لماذا تأخرنا الى اليوم في العمل على دعم هذا القطاع الحيوي اقتصاديا او اجتماعيا ?! ان ازمة الغذاء العالمية والعربية,والى حد ما المحلية ليست طارئة ,بل ارسلت مؤشراتها قبل سنوات في جفاف وفي احتكار عالمي وفي استنزاف السلع الزراعية والاستراتيجية وتحويلها الى وقود حيوي !! بمعنى انه كان علينا ان نتنبه الى ازمة بدأت تلوح في الافق قبل سنوات واطلت برأسها بوضوح عندنا قبل نحو عامين !!.... فلماذا لم نتحرك ?! لماذا تركنا القمح في الموسم الماضي ينساب من بين ايدينا باتجاه التجار ,والتهريب?! ولماذا ومنذ سنوات لم نتقدم خطوة واحدة ملموسة باتجاه الري الحديث ?! ولماذا لم نعمل قبل اليوم على تشجيع المنتجين في القطاع الزراعي ?! ولماذا لم نخفض على هؤلاء المنتجين اعباء استيراد ما نستورده من مستلزمات للزراعة?! اليوم نصحو وكأننا فوجئنا بالازمة لا تكتفي بإطلالة رأسها من النوافذ بل دخلت الابواب فبدأنا حالة الاستنفار القصوى,ربما ,وصارت الزراعة همنا الأول?! صحيح وكما يقال ان تأتي متأخرا خير لك من أن لا تأتي أبدا , وها نحن بعد تأخير لكن ذلك يتطلب حث الخطا والاستماع الى الفلاحين والحوار معهم والتخفيف عليهم و لا سيما ان ثمة معاناة لا نزال نسمعها منهم ,وخاصة فيما يتعلق بالمحروقات وعدم القدرة على ري بعض محاصيلهم,وهذه مشكلة انعكست وستنعكس على انتاج القمح هذا العام,فلا تسمحوا لها بأن تنعكس على منتجات اخرى ?! الاجراءات التي يتم اتخاذها حاليا تدعم الزراعة والفلاح ويجب ان تستمر ايضا و يجب ان تصل الى كل الفلاحين ,وليس الى التجار الذين يمكن ان يستفيدوا من بعض ثغرات يمكن ان تكون قائمة وهنا اعتقد ان للفلاحين ولاتحادهم الذي كان لتوجهاته دور مهم فيما صدر من اجراءات ,لهؤلاء كلمة يجب ان تسمع دائما ومطالب لا يجب التأخر في تلبيتها رغم اننا قطعنا شوطا مهما في تلبية احتياجاتهم ! سئلت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية امام الكونغرس الامريكي قبل نحو ثلاثة اشهر : لماذا لا تنجحون في الضغط على سورية ? فأجابت: لانهم لا يستوردون القمح من عندنا!! فلا تدعونا نلجأ لاستيراد القمح من عند أحد !! بل حاسبوا من يمكن ان يعطل او يعرقل انتاج قمحنا وحاسبوا من يمكن ان يسيء الى أمننا الغذائي المرتبط بأمننا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي أيضا!!
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
