فرغم أن الصيدلة مهنة علمية ذات أبعاد إنسانية واجتماعية ,هدفها بالدرجة الأولى توفير الدواء المناسب لأفراد المجتمع والحفاظ على سلامتهم الصحية وأن مزاولتها من حق خريجي كليات الصيدلة الجامعية الذين أمضوا سنوات عديدة في الدراسة واكتساب الخبرة والمعرفة ,نجد أن البعض بدرعا أخذ ينظر إليهاعلى أنها مهنة تجارية واستثمارية فقط ويمكن أن يقوم بها أفراد عاديون كالتجار والسماسرة.
مايدعوني إلى هذا الحديث الآن هو وجود العشرات من الصيدليات المستثمرة في المحافظة التي تعود ملكيتها لأشخاص من شرائح مختلفة وجدوا في فتح الصيدليات واستئجار الشهادات طريقاً للكسب المادي وتحقيق الأرباح ,وكذلك قيام بعض الصيادلة المرخصين فعلياً بتشغيل بعض الأشخاص من صبايا وشباب في صيدلياتهم صباحاً أو مساءً والاكتفاء بدور الاشراف من بعيد والتواجد في صيدلياتهم حين يستدعي الأمر ذلك.
والواقع ..إن التجاوزات والأخطاء لدى بعض الصيدليات بدرعا وفي غيرها من المحافظات لاتتوقف عند حدود الملاحظات التي أشرنا إليها,بل هناك مخالفات أشد ضرراً ,منها: التعامل مع الأدوية المهربة وبيعها وخاصة المجهولة المصدر منها والأجنبية المستوردة المنتهية الصلاحية والفعالية.وفوق هذا وذاك فإن بعض الصيدليات قد تحولت إلى دكاكين تبيع لعب الأطفال والمساحيق والكماليات والعطور ولم نعد نميزها عن السوبر ماركت إلا بالاسم.
إن هذه الصيدليات شوهت العمل الصيدلاني وأساءت إلى سمعة المهنة وخلطت الحابل بالنابل فهل تقوم لجنة مراقبة العمل الصيدلاني بدرعا بقمع هذه المخالفات وضبط العمل الصيدلاني وإعادة الأمور إلى نصابها.?